الحراك الجنوبي في الإعلام

الحراك الجنوبي في الإعلام ( بقلم : ناصر قحطان )
عدن – لندن " عدن برس " خاص : 9 – 1 – 2010
لا شك أن الإعلام هو واحد من أهم وسائلنا كجنوبيين نحو نيل مطلبنا في فك الإرتباط, ولا شك أن المعركة الإعلامية صعبة علينا للغاية في ظل التفوق المادي للخصم وفي ظل الخطاب الوحدوي العربي بشكل عام. كما أن هناك صعوبات أخرى وجاهتنا وتواجهنا منها أخطاء أرتكبناها في طرح قضيتنا على الإعلام ومنها مؤامرات دبرها نظام صنعاء لإسقاط التهم على عدالة قضيتنا وعلى مشروعية حراكنا. في النقاش أدناه أحاول كمواطن جنوبي مهتم بقضيته أن أفتح الباب لنتحاور كجنوبيين حول أنجع الطرق والتكتيكات التي يجب علينا الإتفاق حولها أو نفيها من أجل أن نطرح قضيتنا في الإعلام بشكل أكثر فعالية.

الحراك الجنوبي في الإعلام
المحور الأول


الحراك والإعلام العربي


أ. تغطية فعاليات الحراك
نجح الحراك بعد فترة من التجاهل ي ففرض نفسه على وسائل الإعلام العربية بشكل يومي.


تغطية فعاليات الحراك من قبل وسائل الإعلام العربية تتناسب مع التوجهات السياسية لدول تلك الوسائل فتغطية الجزيرة-قطر تختلف عن تغطية العربية-السعودية وتختلف عن تغطية الحرة-أمريكا.


ما ينبغي تعميمه:


أولاً: أيقونة موحدة: لم تحصل فعاليات الحراك على طابع موحد ولو بشكل مطاط حتى الآن, يجب علينا العمل على توحيد (مظهر الحراك) حتى يحصل على تأثير إعلامي أكبر, كتعميم حمل أعلام بيضاء تعبر عن سلمية الحراك في كل فعالية, أو أعلام تحمل عليها كلمة سلام باللغتين العربية والإنجليزية. فخروج فعالية كبيرة بعشرات الالاف من المتظاهرين الذي يحمل معظمهم أعلام بيضاء سيؤدي إلى تغطية أفضل وأكثر إيجابية للفعالية. أرى أنه يجب نشر هذه الفكرة أو فكرة مشابهة كإرتداء ملابس بيضاء أو قمصان بيضاء في المواقع الجنوبية وعبر الناشطين الجنوبيين.





ثانياً: التأكيد على الطابع السلمي للحراك: يجب نشر فكرة تؤكد على عدم حمل السلاح وعدم إحراق الإطارات في الفعاليات, فهذه المظاهر - حسب رأيي - تناقض مبدأ سلمية الحراك الجنوبي. يجب إبراز (هيبة) سلمية الحراك للعالم, فالالاف الجنوبيين المرتدين للزي الابيض مثلاً والرافعين للأعلام البيضاء في صمت تام أفضل تأثيراً من خمسمائة جنوبي يحملون رشاشات ويحرقون إطارات. حمل شعارات (نحن نريد السلام) باللغتين العربية والإنجليزية سيرسل رسالة سلام إيجابية للعالم عن قضية الجنوب.


ثالثاً: نفي علاقة الحراك بالقاعدة: رأينا كيف أقتبست وسائل إعلام عربية الكثير من المواد من مواقع جنوبية على الإنترنت ورأينا كيف أن ناشطين إعلاميين وسياسيين جنوبيين ظهروا في لقاءات في فضئايات عربية. يجب نشر فكرة التأكيد على نفي علاقة الحراك بالقاعدة على الإطلاق في جميع المواقع والمنتديات الجنوبية. كما يجب علينا تفهم أن الكثير من العرب والإعلاميين العرب يتعاطفون مع رموز دينية شمالية نختلف نحن معها جداً.


ب. نشر مظالم الجنوب:


لم ينجح الجنوبيين في نشر مظالمهم ومسببات حراكهم ورغبتهم في فك الإرتباط.


معظم العرب يتساءلون عن سبب رغبة الجنوبيين في الإنفصال.


إعلام النظام نجح في ربط الحراك بالتدهور الإقتصادي وهو إختزال للحراك.


ما ينبغي تعميمه:
أولاً: إبراز المظالم والممارسات الإحتلالية: يجب أن نحدد أمثلة ننشرها في المواقع والمنتديات عن المظالم والممارسات الإحتلالية التي لحقت بالجنوب. وبالأرقام. وبالصور. أعداد المقاعدين قسراً, تغيير أسماء المرافق, تعيين مسؤولين شماليين, الإعتداء على العسكريين الجنوبيين من قبل العسكريين الشماليين. تخوين الجنوبيين. شتم تاريخ الجنوب بشكل منظم, نهب الأراضي وغيرها.
ثانياً: نفي علاقة الحراك بالفقر: يجب نفي الفكرة التي عممها إعلام النظام من أن سبب رغبة الجنوبيين في الإنفصال هو الفقر والتدهور الإقتصادي بشكل أساسي, يجب إبراز الجوانب السياسية والحقوقية للقضية الجنوبية.


ثالثاً: نشر عنصرية أفكار النظام: يجب أن ننشر أمثلة عن عنصرية النظام الحكام ضدنا. ويجب توجيه هذا الخطاب للخارج وللإقليم. يجب تكرار أقوال الرئيس من أن رموز الجنوبيين هنود وأندنوسيين وصومال وأحباش. إبتدءاً من السلاطين مروراً برموز دولة الجنوب السابقة وإنتهاءاً برموز الحراك.





ج. العلاقة مع الشعب في الشمال






هناك توترات في العلاقة بين الجانبيين. منها ما هو بسبب ممارسات الشماليين في الجنوب والكثير منهم عسكري في زي مدني.


نجح إعلام النظام في تضخيم وإستثمار الإعتداءات التي حصلت على شماليين في الجنوب سواء أكانت صحيحة بالكامل أو وهمية بالكامل.


أظهر إعلام النظام عنف الحراك وعنصريته أيضاً في تلك القضايا.


ما ينبغي تعميمه:


أولاً: تكرار خطاب حسن العلاقة: يجب أن نتذكر أننا عندما نخاطب الشمال عبر وسائل الإعلام العربية فأننا نخاطب العالم العربي ايضاً. يجب علينا أن ننشر بكافة الطرق أننا (نحب) (شعب) الشمال لكننا نريد إستعادة دولتنا. من الممكن رفع يافطات كبيرة نكتب عليها (أخي في الشمال, احبك لكني أريد إستعادة دولتي). أخي في الشمال يجب أن نعترف أن الوحد فشلت, على سبيل المثال.


ثانياً: التركيز على الفارق الكبير في السكان دون الحديث عن النفط: يجب علينا أن نخبر العالم العربي ومن يتابع الإعلام العربي من الغربيين أن الفارق السكاني الكبير ساهم أيضاً في إزاحة الجنوبيين إلى هامش الحياة السياسية والإقتصادية والإجتماعية. لا رغبتنا بالإستئثار بالنفط الجنوبي.
ثالثاً: لفت إنتباه الشماليين إلى صراعاتهم: وهي نقطة حساسة وهامة. فقد نجح إعلام النظام في تصوير الجنوبيين بأنهم شعب تصارع فيما بينه البين في أحداث دامية قتلت الالاف وأنه سيتجه إلى نفس الممارسات إذا ما أنفصل. يجب علينا أن نذكر الشماليين - بشكل ذكي وهادئ- بأن أكبر صراعتنا تسببت في قتل 13 ألف جنوبي. بينما حرب الملكيين والجمهوريين تسببت في قتل ما يقارب الربع مليون خلال عشر سنوات ثم تلتها حرب اليمن الاسفل مع اليمن الأعلى أو ما عرفت بحرب الجبهة لعشر سنوات أخرى واليوم صراعات الزيدية الهاشمية مع الزيدية القحطاينة في صعدة لخمس سنوات إلى جانب صراعات القبائل.


د. آلية التواصل مع رموز وإعلامي الحراك لتنفيذ المقترحات المتفق عليها
لتنفيذ النقاط المذكورة في أ, ب, ج يجب التواصل الفعال والمستمر مع رموز وإعلامي الحراك الجنوبي في الداخل والخارج.





يجب تجنب (شتم) إعلامي الحراك وإحباطهم و(تصيد) أخطائهم وسقطاتهم.
يجب دعمهم وإمدادهم بالمعلومات والأفكار بشكل مبسط وإيجابي.
ما ينبغي تعميمه:
أولاً: تخصيص قسم في المنتديات الجنوبية لمخاطبة رموز وإعلامي الحراك: على أن يكون (تحريره) مغلق لمشرفي المنتديات وقرائته مفتوحة للجميع, على الرغم من أن إغلاق القسم لمشرفي المنتدى فقط قد يغضب البعض منا, لكنه سيسمح لمشرفي المتديات من فرز المشاركات وتلخيصها إن إستدعى الأمر ووضعها بشكل سهل الإستيعاب. فالهدف ليس إنتقاد إعلاميينا وناشطينا وشتمهم. بل نصحهم ودعمه بالمعلومات والأفكار.
ثانياً: كتابة رسائل إلى إعلاميي الحراك: يجب علينا نشر ثقافة التواصل الإيجابي بيننا وبين إعلاميينا وناشطينا اللذين يظهرون في وسائل الإعلام العربي. كلما فكر الواحد منا بقضايا قد تفيد في نشر الحراك الجنوبي والممارسات الإحتلالية وشعر بأنه لا يستطيع نشرها فعليه أن يكتبها بشكل منظم وواضح ومختصر إن أمكن وأن يوجهها إلى الشخص المعني عبر مواقع الإنترنت الجنوبية. وهي بالتأكيد يتجد طريقها إلى مستلمها.
ثالثاً: تقييم وتقويم مشاركات إعلاميينا: يظهر إعلاميينا والمتعاطفين معنا في الفضائيات من وقت لآخر, وتجرى معهم لقاءات صحفية في صحف عربية. يجب علينا أن نقيم ونقوم مشاركاتهم ونضعها للنقاش بشكل إيجابي وغير مسيء وغير محبط. وننشرها في المواقع أو نرسلها لهم إن أمكن. وهكذا يتجنبون أخطائهم ويعرفون أن ورائهم شعب داعم لا شعب مترصد ومتصيد.


هـ. التواصل المباشر مع وسائل الإعلام العربية:
عانينا كثيراً كجنوبيين حتى بدأت وسائل العلام العربية بالإلتفات إلينا بنصف عين.
الجنوب مغلق تقريباً أمام وسائل الإعلام المحايدة والعادلة.
معظم إن لم يكن كل مراسلي وسائل الإعلام العربية في الجنوب شماليين.


ما ينبغي تعميمه:




أولأً: تجميع عناوين وسائل الإعلام العربية والإعلاميين العرب: يجب علينا فتح موضوع يثبت لفترة طويلة في المنتديات الجنوبية لتجميع إيميلات وفاكسات وسائل الإعلام العربية والإعلاميين العرب حتى تصبح كدليل الهاتف بالنسبة إلينا.


ثانياً: إرسال مواد إلى تلك الوسائل: يجب علينا تخصيص جدول بين أعضاء هذا المنتدى أو منتدى آخر أو أي تجمع إعلامي جنوبي لمراسلة وسائل الإعلام العربية بمواد عن الفعاليات الجنوبية. يجب أن تكون المواد (طازجة) ويجب أن تكون واضحة كما يجب أن تكون مختصرة. الصور وكليبات الفيديو هي الأكثر تأثيراً وتتماشى مع نشر تلك الوسائل خبر الفعالية التي تحصل في ذلك اليوم.


ثالثاً: إتقان التعامل مع سايكولوجية الإعلام العربي: أولأً أرجو أن تعذروني على سطحية وسذاجة التقسيم التالي, لكن, فلنتناقش, ينقسم الإعلاميي العرب بشكل عام مع بعض الإستثناءات إلى أقسام عامة, منهم العروبيين والإسلاميين وهؤلاء بحكم نشأتهم وأيديولجيتهم من الصعب إستمالتهم إلى دعم الحراك أو الرغبة في فك الإرتباط بسهولة, مالم نظهر لهم مساوئ ومظالم الوحدة الإحتلالية الحالية بشكل ذكي ومستمر. وقسم آخر هم(المستغربين) إذا صح التعبير, وهؤلاء لهم أجندات تتجاوز دعم الأقليات وتصل إلى الإنفتاح الكامل للمجتمعات العربية. كما أن الأرتباط بهم قد يستفز المواطن العربي العادي. لكن, يجب علينا أن (نستخدمهم بذكاء) لعرض مظالمنا ومطالبنا في الإعلام العربي. هناك إعلاميين آخرين من مختلف الأيدولجيات بكل تأكيد.


( كل ما كتبته إعلاه ليس إلا أفكار شخصية قاصرة, أرجو أن نتناقش حولها وحول أفكاركم الأخرى لنصل إلى نقاط نتفق عليها ونعمل على تنفيذها.)