عندما يتحول الحُلم الى ظُلــم

لا ننكر حقيقة تحول المواقف والمشاعر فالنفس البشرية قابلة لكل الاحتمالات وأيضا المبادئ تتحول بفعل الاحداث وتصرفات البشر
حقيقة وحدة اليمن كانت حلم جميل تتوق اليه الانفس وعندما تحققت الوحدة التي سعد بها الجميع كان هناك من يضمر شرا ويحيك مكرا وينفذ حقدا انه نظام علي عبدا لله صالح وحاشيته الشيطانية حقدهم حول الوحدة الى كابوس اصاب اهل الجنوب بالكآبة ومرارة الظلم بدل النفوس الى حانقة تكره شيء اسمه الوحدة وهذا طبيعي عندما تتحطم الاحلام ويسود الظلم ويصبح صاحب الحلم اسير مكبل يعيش في اجواء تشابه اجواء الاحتلال فيصبح غير امن على ماله وأهله ولا مستقبل ينشده هو وأبناءه عندها ردة الفعل قوية جارفة تمقت وتنبذ من اوصله الى هذا الوضع وعلي صالح وعصاباته يتحملون مسؤولية تاريخية عن افعالهم الشنيعة التي جعلت اهل الجنوب يكرهون الوحدة وحتى اسم اليمن ويتنصلون انهم يمانيون فالجرح غائر والطعنات موجعة وسامة والعذر مقنع لمن هكذا حاله
نروي لكم حكاية لمواقف بعض اهل الجنوب
شخص جنوبي يسكن في صنعاء وشقيقه خارج اليمن وعندما اتصل المقيم في صنعاء بأخيه المغترب اخبره انه لا يستطيع استقبال مكالمته لان مصدرها اليمن وعليه ان يتصل به من الجنوب اذا اراد ان يستمر معه في الحديث بل طلب منه ان يأخذ تكسي على حسابه ويذهب الى الجنوب للاتصال به هذا شيء مستغرب لكنه حقيقي النفوس التي تُظلم قد يصدر منها اكثر من ذلك لهذا قد يكون من الضروري ان نعذر بعضنا في المواقف المختلفة فالتأثير على النفس قد يبدل التوجهات والمواقف والمبادئ
وتضميد الجراح قد يتطلب مهارة عالية مفقودة حتى الان في بيئة هكذا حالها

العالم العربي يمر بتغييرات كثيره نتمنى من شعبنا بان يتماشي مع هذه الموجه وبان يصلح حاله

رائعة ابي القاسم الشابي
ارادة الحياة

إذا الشّعْبُ يَوْمَاً أرَادَ الْحَيَـاةَ فَلا بُدَّ أنْ يَسْتَجِيبَ القَـدَر
وَلا بُـدَّ لِلَّيـْلِ أنْ يَنْجَلِــي وَلا بُدَّ للقَيْدِ أَنْ يَـنْكَسِـر
وَمَنْ لَمْ يُعَانِقْهُ شَوْقُ الْحَيَـاةِ تَبَخَّـرَ في جَوِّهَـا وَانْدَثَـر
فَوَيْلٌ لِمَنْ لَمْ تَشُقْـهُ الْحَيَاةُ مِنْ صَفْعَـةِ العَـدَم المُنْتَصِر
كَذلِكَ قَالَـتْ لِـيَ الكَائِنَاتُ وَحَدّثَنـي رُوحُـهَا المُسْتَتِر
وَدَمدَمَتِ الرِّيحُ بَيْنَ الفِجَاجِ وَفَوْقَ الجِبَال وَتَحْتَ الشَّجَر
إذَا مَا طَمَحْـتُ إلِـى غَـايَةٍ رَكِبْتُ الْمُنَى وَنَسِيتُ الحَذَر
وَلَمْ أَتَجَنَّبْ وُعُـورَ الشِّعَـابِ وَلا كُبَّـةَ اللَّهَـبِ المُسْتَعِـر
وَمَنْ لا يُحِبّ صُعُودَ الجِبَـالِ يَعِشْ أَبَدَ الدَّهْرِ بَيْنَ الحُفَـر
فَعَجَّتْ بِقَلْبِي دِمَاءُ الشَّبَـابِ وَضَجَّتْ بِصَدْرِي رِيَاحٌ أُخَر
وَأَطْرَقْتُ ، أُصْغِي لِقَصْفِ الرُّعُودِ وَعَزْفِ الرِّيَاح وَوَقْعِ المَطَـر
وَقَالَتْ لِيَ الأَرْضُ - لَمَّا سَأَلْتُ : "أَيَـا أُمُّ هَلْ تَكْرَهِينَ البَشَر؟"
"أُبَارِكُ في النَّاسِ أَهْلَ الطُّمُوحِ وَمَنْ يَسْتَلِـذُّ رُكُوبَ الخَطَـر
وأَلْعَنُ مَنْ لا يُمَاشِي الزَّمَـانَ وَيَقْنَعُ بِالعَيْـشِ عَيْشِ الحَجَر
هُوَ الكَوْنُ حَيٌّ ، يُحِـبُّ الحَيَاةَ وَيَحْتَقِرُ الْمَيْتَ مَهْمَا كَـبُر
فَلا الأُفْقُ يَحْضُنُ مَيْتَ الطُّيُورِ وَلا النَّحْلُ يَلْثِمُ مَيْتَ الزَّهَــر
وَلَـوْلا أُمُومَةُ قَلْبِي الرَّؤُوم لَمَا ضَمَّتِ المَيْتَ تِلْكَ الحُفَـر
فَوَيْلٌ لِمَنْ لَمْ تَشُقْـهُ الحَيَـاةُ مِنْ لَعْنَةِ العَـدَمِ المُنْتَصِـر!"
وفي لَيْلَةٍ مِنْ لَيَالِي الخَرِيفِ مُثَقَّلَـةٍ بِالأََسَـى وَالضَّجَـر
سَكِرْتُ بِهَا مِنْ ضِياءِ النُّجُومِ وَغَنَّيْتُ لِلْحُزْنِ حَتَّى سَكِـر
سَأَلْتُ الدُّجَى: هَلْ تُعِيدُ الْحَيَاةُ لِمَا أَذْبَلَتْـهُ رَبِيعَ العُمُـر؟
فَلَمْ تَتَكَلَّمْ شِفَـاهُ الظَّلامِ وَلَمْ تَتَرَنَّـمْ عَذَارَى السَّحَر
وَقَالَ لِيَ الْغَـابُ في رِقَّـةٍ مُحَبَّبـَةٍ مِثْلَ خَفْـقِ الْوَتَـر
يَجِيءُ الشِّتَاءُ ، شِتَاءُ الضَّبَابِ شِتَاءُ الثُّلُوجِ ، شِتَاءُ الْمَطَـر
فَيَنْطَفِىء السِّحْرُ ، سِحْرُ الغُصُونِ وَسِحْرُ الزُّهُورِ وَسِحْرُ الثَّمَر
وَسِحْرُ الْمَسَاءِ الشَّجِيِّ الوَدِيعِ وَسِحْرُ الْمُرُوجِ الشَّهِيّ العَطِر
وَتَهْوِي الْغُصُونُ وَأَوْرَاقُـهَا وَأَزْهَـارُ عَهْدٍ حَبِيبٍ نَضِـر
وَتَلْهُو بِهَا الرِّيحُ في كُلِّ وَادٍ وَيَدْفنُـهَا السَّيْـلُ أنَّى عَـبَر
وَيَفْنَى الجَمِيعُ كَحُلْمٍ بَدِيـعٍ تَأَلَّـقَ في مُهْجَـةٍ وَانْدَثَـر
وَتَبْقَى البُـذُورُ التي حُمِّلَـتْ ذَخِيـرَةَ عُمْرٍ جَمِـيلٍ غَـبَر
وَذِكْرَى فُصُول، وَرُؤْيَا حَيَاةٍ وَأَشْبَاح دُنْيَا تَلاشَتْ زُمَـر
مُعَانِقَـةً وَهْيَ تَحْـتَ الضَّبَابِ وَتَحْتَ الثُّلُوجِ وَتَحْـتَ الْمَدَر
لَطِيفَ الحَيَـاةِ الذي لا يُمَـلُّ وَقَلْبَ الرَّبِيعِ الشَّذِيِّ الخَضِر
وَحَالِمَـةً بِأَغَـانِـي الطُّيُـورِ وَعِطْرِ الزُّهُورِ وَطَعْمِ الثَّمَـر
وَمَا هُـطوَ إِلاَّ كَخَفْـقِ الجَنَاحِ حَتَّـى نَمَا شَوْقُـهَا وَانْتَصَـر
فصدّعت الأرض من فوقـها وأبصرت الكون عذب الصور
وجـاءَ الربيـعُ بأنغامـه وأحلامـهِ وصِبـاهُ العطِـر
وقبلّـها قبـلاً في الشفـاه تعيد الشباب الذي قد غبـر
وقالَ لَهَا : قد مُنحـتِ الحياةَ وخُلّدتِ في نسلكِ الْمُدّخـر
وباركـكِ النـورُ فاستقبـلي شبابَ الحياةِ وخصبَ العُمر
ومن تعبـدُ النـورَ أحلامـهُ يباركهُ النـورُ أنّـى ظَهر
إليك الفضاء ، إليك الضيـاء إليك الثرى الحالِمِ الْمُزْدَهِر
إليك الجمال الذي لا يبيـد إليك الوجود الرحيب النضر
فميدي كما شئتِ فوق الحقول بِحلو الثمار وغـض الزهـر
وناجي النسيم وناجي الغيـوم وناجي النجوم وناجي القمـر
وناجـي الحيـاة وأشواقـها وفتنـة هذا الوجـود الأغـر
وشف الدجى عن جمال عميقٍ يشب الخيـال ويذكي الفكر
ومُدَّ عَلَى الْكَوْنِ سِحْرٌ غَرِيبٌ يُصَـرِّفُهُ سَـاحِـرٌ مُقْـتَدِر
وَضَاءَتْ شُمُوعُ النُّجُومِ الوِضَاء وَضَاعَ البَخُورُ ، بَخُورُ الزَّهَر
وَرَفْرَفَ رُوحٌ غَرِيبُ الجَمَالِ بِأَجْنِحَـةٍ مِنْ ضِيَاءِ الْقَمَـر
وَرَنَّ نَشِيدُ الْحَيَاةِ الْمُقَـدَّسِ في هَيْكَـلٍ حَالِمٍ قَدْ سُـحِر
وَأَعْلَنَ في الْكَوْنِ أَنَّ الطُّمُوحَ لَهِيبُ الْحَيَـاةِ وَرُوحُ الظَّفَـر
إِذَا طَمَحَتْ لِلْحَيَاةِ النُّفُوسُ فَلا بُدَّ أَنْ يَسْتَجِيبَ الْقَـدَرْ

نعم كانت خدعة كبرى حبكتها طوارق الليل والنهار والهدف مصالح خاصة وانتهاك ارادة شعب وعبث بالمصير لا يقدم عليه الا من بلغ مرتبة عليا في ممارسة الشر

اشكرك الخلاقي نعم لا بد لليل ان ينجلي ولا بد للقيد ان ينكسر

اشكرك ابو احمد وابو جنبل الوحدة نعم شي ء جميل وكانت حلمنا بل وحدة الأمه بأسرها لكن عندما تخرج الوحدة عن اهدافها ويسخرها البعض لمصالحهم ويتم الانتقاص من الاخرين بل ركنهم جانبا وممارسة الظلم معهم هنا يدق ناقوس الخطر الله سبحانه وتعالى كره الطلاق ولكن لم يحرمه لأنه قد يكون حلا للخروج مما هو اعظم فجعل البقاء مرهون بالاحسان وان تصعب ذلك فتسريح باحسان والتسريح هنا هو الحل للخروج الآمن مما هو اشد خطرا وضررا وهذه سنة الحياة كل منا لا يقبل الظلم حتى من اشقاءه فعندما يرى انه انظلم يرفض ويطلب حقوقه ويبتعد عمن ظلمه اذن كل الجماهير الوحدوية العريضة اصابها جرح عميق من ممن استخدم الوحدة درع للوصول الى غايته لهذا نعذر من يتشائم من شيء اسمه الوحده