هل حزنكم مثل حزني

هل حزنكم مثل حزني

باسم الوطن … يا شعباً ينام في الفجر
بإسم الوطن يا شعباً يرتّب الفوضى ويختلق الأعذار
أيها الوطن كم بكّيناك وبكيتنا ورحلنا عنك وأنت لم تزل فينا لم ترحل
سيءٌ جداً أن تلتف حولك الدنا تبتسم وتصفّق وأنت تصرخ بطلب النّجدة وترفع كفّك عالياً
لعلّ بصيراً منهم يراك…
***
ببساطة لا أحد يسمع في ضجيج الصّمت يا عزيزي
سأحدثك ياوطني عن بعض الأشياء فهلا إستمعت إليّ لبرهة:
أخبرتني صديقتي يوماً بأن حزني أصيل, وبأن الشّمس تبكي عليّ قبل الغروب كل يوم
وتقول أن صمتي جنةٌ وأكّدت لي بأني لو حدثتهم عن حزني سيصبحون غرقى في بحر الآهات
لأنها قرأت في دفتر ذكرياتِي عن بعض الشّعارات التي أحببت أن أهديها لك
لكني لم أقم بإهدائها لأنك يا وطني منقسم إلى نصفين ..أنت يا وطني مابين العدم والوجود..
أخشى أن يأتي زمانٌ فتكون حكاية كانت …فعل ماضي إنتهى.
***
صديقتي هذه تكره حزني عليك ..لأنه يذكّرها بذاك الوطن الذي رمى بها إلى هُنا
ربما صديقتي غريبة الأطوار مثلي فهي تعشقُ الرقص على حافة الهاوية ..
دائما مبتسمة وتدّعي أنها لا تبالي بذاك الوطن…وتقول أنهُ لاشيء, وسيأتي موسمٌ خالٍ منه
فهو على حد علمها بأن الوطن وجعٌ وجرحٌ لن يلتئم بل وأخشى أنها تؤمن بذلك
لكن عينها تخبرني بعكس ذلكَ…تخبرني عينيها بأن في فؤادهَا صوتٌ يجتاز ثلاثين حاجزاً ليصرخ أحبك ياذاك الوطن..
لماذا أيها الوطن لست حكاية الرّاوي السعيدة
لماذا أيها الوطن إخترت أن تكون معلقاً هُناك في الماضي …
شيءٌ ما في الركن الأيسر من جسدها يصر بِـ “أحب ذاك الوطن” …وتصرخ هي بي “لماذا أنتِ صامت هكذا ياقاسم مندي؟
تكلمي فإنها الطريقة الوحيدة لنعرف أنكِ لازلتِ على قيد الحياة
فأبتسم وأخبرها بأني إنشغلتُ بذاك الذي ينام سعيداً بين جفنيها ..!