زواج المسيار وراي العلماء

المسيار بين المميزات والمآخذ الشرعية والاجتماعية

بعد البحث والتحري عبر الإنترنت حول الحلال والحرام والمقبول والمرفوض مجتمعياً

• ابن باز: لا حرج فيه طالما استوفي العقد الشروط المعتبرة شرعاً
• القرضاوي: المسيار حلال.. ويجب التفرقة بين الحرام والرفض المجتمعي

بحث - إسلام جودة - قسم الإنترنت : اختلف الفقهاء ورجال الدين حول هذا الزواج ولم يصبح المسيار قضية دينية فقط ولكنه قضية اجتماعية علي المستوي الأول حيث إنه يؤثر في صلب المجتمع ككل وبنيته التحتية، فهل يؤدي هذا الزواج إلي الترابط المجتمعي والأسري أم أنه يهدم ولا يبني؟.. آراء كثيرة ومتنوعة حول هذا الموضوع من آراء فقهية إسلامية إلي آراء سياسية اجتماعية وغيرها الكثير والكثير من الآراء.

يبيحون ويكرهون
القائلون بالإباحة أو الإباحة مع الكراهية:
فضيلة الشيخ عبدالعزيز ابن باز - رحمه الله - الدكتور يوسف القرضاوي وفضيلة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ مفتي عام المملكة العربية السعودية، ورئيس هيئة كبار العلماء، ورئيس إدارة البحوث العلمية والدعوة والارشاد رحمه الله وفضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين - عضو الافتاء والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية وفضيلة الشيخ يوسف محمد المطلق - عضو الافتاء والدعوة والارشاد بالمملكة العربية السعودية - والدكتور حسين بن محمد بن عبدالله آل الشيخ الأستاذ المساعد بجامعة الإمام محمد بن سعود بالمملكة العربية السعودية سابقا وفضيلة شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي ومفتي جمهورية مصر العربية السابق الشيخ نصر فريد واصل والدكتور سعد العتري والدكتور وهبة الزحيلي والشيخ عبدالله بن منيع، عضو هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية، والقاضي بمحكمة التمييز بمكة المكرمة والشيخ سعود الشريم - إمام وخطيب المسجد الحرام والدكتور أحمد الحجي الكردي والدكتور محمود أبوليل.

لا يبيحون المسيار

القول الثاني: القائلون بعدم الإباحة: الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله والشيخ عبدالعزيز المسند، المستشار بوزارة التعليم العالي بالمملكة العربية السعودية والداعية المعروف بالمملكة والدكتور محمد الزحيلي والدكتور محمد عبدالغفار الشريف، عميد كلية الشريعة الإسلامية والدراسات الإسلامية بالكويت وإبراهيم فاضل الدبو، الأستاذ بكلية الشريعة والقانون بسلطنة عمان والدكتور جبر الفضيلات، والدكتور علي القرة داغي وعبدالله الجبوري والدكتور عمر سليمان الأشقر. والدكتور محمد الراوي - عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف.

لماذا هو مباح؟

قد أفتي كثير من علمائنا المعاصرين بإباحته.. فقد سئل الشيخ ابن باز رحمه الله: عن زواج المسيار، وهذا الزواج هو أن يتزوج الرجل ثانية أو ثالثة أو رابعة، وهذه الزوجة يكون عندها ظروف تجبرها علي البقاء عند والديها أو أحدهما في بيتها، فيذهب إليها زوجها في أوقات مختلفة تخضع لظروف كل منهما، فما حكم الشريعة في مثل هذا الزواج؟

فأجاب - رحمه اللَّه - : لا حرج في ذلك إذا استوفي العقد الشروط المعتبرة شرعاً، وهي وجود الوالي ورضا الزوجين، وحضور شاهدين عدلين علي إجراء العقد، وسلامة الزوجين من الموانع، لعموم قول النبي صلي اللَّه عليه وسلم : (أحق ما أوفيتم من الشروط أن توفوا به ما استحللتم به الفروج)، وقوله صلي اللَّه عليه وسلم: (المسلمون علي شروطهم)، فإذا اتفق الزوجان علي ان المرأة تبقي عند أهلها، أو علي أن القسم يكون لها نهاراً لا ليلاً، أو في أيام معينة، أو ليال معينة: فلا بأس بذلك، بشرط إعلان النكاح، وعدم إخفائه.

فتاوي علماء البلد الحرام (ص450، 451).

إساءة الاستعمال تغير الفتوي!

لكن لما أسيء استعماله من قبل كثيرين توقف بعض أولئك العلماء الذين كانوا يفتون بجوازه، توقفوا عن القول بالجواز،ومن أبرز هؤلاء الشيخان عبد العزيز بن باز والعثيمين رحمهما اللَّه.
سئل الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه اللَّه - :
ما الفرق بين زواج المسيار والزواج الشرعي، وما الشروط الواجب توافرها لزواج المسيار؟ فأجاب: الواجب علي كل مسلم أن يتزوج الزواج الشرعي، وأن يحذر ما يخالف ذلك، سواء سمي زواج مسيار ، أو غير ذلك، ومن شرط الزواج الشرعي الإعلان، فإذا كتمه الزوجان: لم يصح، لأنه والحال ما ذكر أشبه بالزني انتهي.
فتاوي الشيخ ابن باز (20- 431، 432).

القرضاوي: زواج شرعي

وعرف فضيلة الدكتور يوسف القرضاوي زواج المسيار بأنه: زواج شرعي يتميز عن الزواج العادي، ان الزوجة فيه تتنازل عن بعض حقوقها علي الزوج، أي متنازلة حسب ما يتيسر له ووفق ظروفه، هي قابلة بهذا، فأبرز ما في هذا الزواج ان المرأة بكامل حريتها واختيارها تتنازل عن بعض حقوقها، هذا هو الذي أفهمه مما يسمي زواج المسيار، ولا أعرف ما معني المسيار، وهي كلمة دارجة في الخليج ربما تعني المرور عليها أو السير عليها، ليس زواجاً فيه عشرة مستمرة ومبيت وكذا، فيبدو انه أخذ من هذا المعني!.

إنه زواج عادي

انه هو زواج طبيعي عادي، أنا لا يهمني الاسماء، العبرة بالمسميات والمضامين وليس بالأسماء والعناوين، هناك قاعدة فقهية تقول العبرة في العقود والمقاصد والمعاني وليس للألفاظ والمباني، فلا نركض وراء الاسماء والمصطلحات، قد يسميه بعض الناس باسم آخر، ونحن نعرف من قديم ان الناس يتزوجون، منهم من يتزوج ولا يخبر امرأته الأولي بهذا الزواج، فهو قريب من الزواج العرفي إن لم يكن مثله تماماً.
وبعض الفقهاء قالوا يجوز ان تشترط الزوجة أو ان يكون الزوج ليليا أو نهاريا تتنازل عن هذا، روح هذا الزواج موجودة منذ القديم،وهذا الزواج يقضي حاجة بعض النساء، المرأة إن يسر اللَّه تعالي لها المال ولم تتح لها فرصة الزواج في سن معقولة، يمكن ان تقبل بهذا، أنا أحب أن أقول أنا لست من محبذي زواج المسيار فأنا لم أخطب خطبة أدعو الناس فيها لزواج المسيار، ولم أكتب مقالاً أدعوهم فيه لهذا الزواج، وإنما سؤلت، صحفي سألني عن رأيي في زواج المسيار، وهنا لا يسعني إلا أن أجيب بما يفرضه علي ديني، لا استطيع ان أحرم شيئاً أحله اللَّه.

مفتي السعودية: زواج جائز

وأكد الشيخ عبد العزيز بن عبد اللَّه آل الشيخ مفتي السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء قائلاً: ان هذا الزواج جائز إذا توافرت فيه الأركان والشروط الصحيحة وذلك حتي لا يقعا في تهمة وما شابه ذلك وما اتفقا عليه فهم علي شروطهما.