مكفرات الذنوب لمن أرد أن يتوب

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد:-
إن الله سبحانه وتعالى غني عنا وعن عبادتنا ووجودنا أصلا ولكن خلقنا لعبادته جل وعلا قال تعالى (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) فالله سبحانه وتعالى يختبرنا ويمتحننا على هذه الأرض فوجود المعاصي كالزنا والخمر والدخان والأغاني وغيرها للاختبار والامتحان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى، قلنا يا رسول الله ومن يأبى؟ قال من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى) فالإنسان في هذه الدنيا على طريقين قال تعالى (وهدينه النجدين) وقال تعالى (إنا هدينه السبيل إما شاكرا وإما كفورا) لذا فإن فعل الطاعات والنوافل وغيرها حتى ترك الذنوب والمعاصي فيها مجاهدة للنفس قال تعالى (أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى) فكل ما يمر على الإنسان هو ابتلاء واختبار وبعدها تكون لذة العبادة لله بفعل أوامره واجتناب نواهيه فقال تعالى (ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون).
قال ابن القيم رحمه الله وللصبر ثلاث أنواع هي:-
1- الصبر على طاعة الله
2- الصبر على معصية الله
3- الصبر على أقدار الله
وللذنوب والمعاصي أثار على الفرد والمجتمع فنذكر منها:
1- إنها تضعف تعظيمه للرب جل وعلا: قال تعالى (ذلك ومن يعظم الله فإنها من تقوى القلوب)
2- تضيق الرزق والمعيشة على الفرد: قال الرسول صلى الله عليه وسلم (إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه).
3- حرمان العلم الشرعي: قال تعالى (واتقوا الله ويعلمكم الله)، كان الأمام الشافعي رحمه الله يحفظ جيدا فقل حفظه عن ما كان عليه فذهب إلي شيخه وكيع بن الجراح رحمه الله يشتكيه فقال الشافعي:
شكوت إلي وكيع سوء حفظي فأرشدني إلي ترك المعاصي
وقال اعلم أن العلم نــــــورا ونـــور الله لا يؤتى لعاصي
4- إنها تورث الوحشة في القلب وتضيق الصدر، قال تعالى: (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى).
5- قسوة القلب وجفاء العين: قال تعالى (كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون)، الران هو الذنوب والمعاصي.
6- إنها سبب في عذاب القبر وفي عذاب الآخرة.
7- إنها سبب بنزول العقوبات على الفرد والمجتمع:
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (ما نزلت عقوبة إلا بذنب وما دفعت إلا بتوبة).
نسأل الله أن يغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا ويتقبل منا توبتنا ويرحمنا برحمته وأن يجعل مصيرنا دار كرامته هذا والله أعلى وأعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.