يامكة الغراء اين شبابي

يا مكـة الغـراء أيـن شبابـي ؟

وصهيل قافيتي و ومـض شهابـي؟

أيـن اهتـزاز المشرفيـات الـتـي

برقـت فمـزق نورهـا أوصـابـي؟

أين الليالي الواعدات وقـد شكـت

عيـن تراقـب لوعتـي وعـذابـي؟

أين الأمانـي والصبـا فـي أوجـه

يزهـو بأجمـل حـلـة و ثيـابـي؟

أين المفاخر يـوم تلثـم هامتـي؟

فأتيـه فـي زهـوٍ علـى أتـرابـي

أين العيون الحالمات و قـد غفـت

أجفانهـا الولهـى علـى آدابــي؟

ما عدت مذ غادرت زمـزم قبلتـي

وتركـت قربـك أستطيـب شرابـي

ماعاد شيء في الحياة يطيـب لـي

وبريق وجهك غـاب خلـف حجـاب

ورحلت كيف رحلت؟ تلـك مشيئـة

لله يــا أم الـقــرى بـذهـابـي

أسرجت راحلتـي وسـرت مخلفًـا

قلبـي وتاريخـي ومجـد حـرابـي

وسألت بعدك من أنـا؟ ماوجهتـي؟

وتعبت أبحث عـن بصيـص جـواب

غارت عيون الشعر بعدك وانطفـى

بدري المضيء وجف دمـع سحابـي

وحلمت بعـدك بالنعيـم وهـا أنـا

أصبحت ألهـث فـي أتـون سرابـي

فعلمـت أن الأرض أرضـك والدنـا

دنيـاك والأمصـار محـض يـبـاب

لا شيء فوق الأرض أو تحت السما

الاك يـا محبـو بـتـي بحسـابـي

ورحلت يا مهوى الفـؤاد وعندهـا

لـم تسألينـي كـم يطـول غيابـي

عـذرًا أتفقدنـي حبيبـة أمــة ال

مليـار أو تهفـو لـوقـت إيـابـي

أنا من أكون وألـف ألـف حكايـة

وحكـايـة للـحـب والأحـبــاب؟

حسبي فخـارًا إن وقفـت مصليًـا

عانقـت طيفـك والهـوى محرابـي

حسبي شموخًـا أن أكبـر والهـدى

فـي قبلتـي وتـلاوتـي لكتـابـي

يا بهجة الدنيـا وروضـة حسنهـا

ومـدار عزتهـا مــدى الأحـقـاب

يا خير أرض الله لا شيء علـى ال

دنيـا يــوازي فتـنـة الألـبـاب

مهما كتبـت فأنـت فـوق تخيلـي

وحـدود قافيتـي ومـوج عبـابـي

مهما أحاول أن أبوح ببعـض مـا

أوليتنـيـه يشـدنـي استغـرابـي

وأضل في ملكوت حسنـك صامتًـا

ويطير شعـري فـي سمـا إعجابـي

ويتوه إحساس القريـض ونبضـه

وشعـوره الدفّـاق فـي إسهـابـي

جفت بحوري فاهتصـرت مرافئـي

وغرقت في صمت الهـوى المنسـاب

والصمت في جنبات حسنـك كلـه

حسـنٌ يجلـي حكـمـة الـوهـاب

وأعيش حبـك فـي دمائـي كلمـا

ضخـت وهـز حنينهـا أعصـابـي

لا تعجبي مني فمـا مـن عاشـقٍ

إلا وفــي أعمـاقـه متـصـابـي

كل امرئ يهـوى يـذوب صبابـة

وأنا لفـرط الحـب غـاب صوابـي

في دفتـيّ حبيبتـي ماليـس فـي

قلـبٍ وخفـق الحـب مـلء إهابـي

أبكي وتلهث في الوريـد مشاعـري

وتضـج عاطفتـي لثـورة مـا بـي

وأهيم علّي أن أقابـل وجهـك الـ

وضـاء أخـرى كـي يعـز جنابـي

ياكم دعوت كـم ابتهلـت لخالقـي

أجهشـت واستنزفـت دمـع نعابـي

لا يأس والمولى على العرش استوى

رحماك ربـي مـن يزيـل مصابـي

ويشـاء ربـي أن أزورك سلوتـي

ووقفـت فـي أدبٍ علـى الأعتـاب

أحرمت واستقبلـت ناحيـة المنـى

فعلى(يلملـم) قـد طويـت صعابـي

ورحلـت للبيـت العتيـق ملبـيًـا

ورجـوت ربـي أن يزيـد ثـوابـي

روحي وخفاقـي يخفـون الخطـى

قبلـي يخلونـي رهـيـن ركـابـي

فوددت من شوقـي وشـدة لهفتـي

أن قد مشيـت لهـا علـى أهدابـي

ودخلـت مكـة يالفرحـة خافقـي

ما موطنـي وعشيرتـي وصحابـي

ويزيدنـي فخـرًا ويرفـع هامتـي

أن بالـغـت بالـحـب والتـرحـاب

فـرأيـت جــل الله أي جميـلـة

وتبـارك الرحمـن حسنًـا سـابـي

عجبًا لطول العهد يلبسـك الصبـا

وأنا لقصـر العهـد شـاخ شبابـي

قد خط شيبًا في عـذاري واعتلـى

في مفرقي وانـدس خلـف خضابـي

وجمال مكـة لا تسـل سـر سمـا

يـا سائلـي عـن سائـر الألقـاب

أنا ها هنا نبعـي هنـا داري هنـا

سهلـي ووديانـي وطهـر تـرابـي

أنا هـا هنـا قلمـي ترنـم شاديًـا

وصحائفـي برقـت بعـذب خطابـي

وهنا خطاي توثبـت مـن مهدهـا

وعرفت معنـى النطـق والإعرابـي

وهنا أصولي مـن بدايـة عهدهـا

ولتسألوا البطحـاء عـن أنسابـي!