القران الكريم تفسير ايه

تفســــيــــر آيـــــة "
الآية :{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ }
(105) سورة المائدة
التفسير: إن الله أمرنا أن نصلح أنفسنا وأن نحافظ على صلاحنا، وإذا ضل من ضل من الناس فإنه لا يضر كما قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: {فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ إِلا مَن تَوَلَّى وَكَفَرَ. فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الأَكْبَرَ} (21-24) سورة الغاشية، فالإنسان إذا اهتدى لا يضره من عصى، لكن إذا لم يغير الناس المنكر أوشك الله أن يعمهم بعقابه، كما قال تعالى: {وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} (25) سورة الأنفال.
هؤلاء العصاة لا يضرونك أنت في الآخرة فينقصون من حسناتك أو يزيدون من سيئاتك، اللهم إلا إذا فرطت فيما يجب عليك من الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فإن ذلك يضرك، لكن هذا الضرر ليس منهم بل من نفسك، لأنك لم تقم بما أوجب الله عليك، وحينئذ يصدق عليك أنك لم تهتد، لأن الله اشترط فقال: {لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} ومعلوم أن من ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله مع علم وجوبها فإنه لم يهتد تمام الاهتداء.
المرجع لفضيلة الشيخ/ محمد بن صالح العثيمين
الصحوة الإسلامية .. ضوابط وتوجيهات