وكانوا يوزعون حق الواحد على ألف مواطن،

لعلم سعادة السفير البريطاني ..لقد أسعدنا خبر مجنون الضالع ولم يسعدنا خبر سفارتكم
نجيب محمد يابلي:

نود بادئ ذي بدء تذكير سعادة تيم تورلت، سفير صاحبة الجلالة البريطانية بيوم 18 يوليو 2007م عندما نشرت «الأيام» وقائع لقائكم بالصحفيين اليمنيين بعيد اعتمادكم سفيراً لبريطانيا لدى اليمن، ومن ضمن ما قلتم «إن حرية التعبير والصحافة شيء مهم». واسمحوا سعادتكم لنا معشر الصحفيين بأن نضع النقاط على الحروف، حرصاً منا على تعميم الشفافية بدلاً من انتهاج الضبابية.
مجنون الضالع يا سعادة السفير، ولقبه (حوات) من الضباط السابقين، وينتمي لأسرة الأمير شعفل بن علي، أطال الله عمره ومتعه بالصحة، وهذا المجنون، لعلم سعادتكم، يتحلى بالفطنة وسرعة البديهة والروح المرحة، وصدقت المقولة التي تواترتها الأجيال «خذوا الحكمة من أفواه المجانين»، فما حكاية مجنون الضالع:
تداول أهل الضالع حكاية دردشة مسئول كبير مع مجنون الضالع الذي بادره بسؤال عن واقع الحال في ميزان المفاضلة بين الأمس واليوم. قال مجنون الضالع:
لقد صادر أصحاب الاشتراكي حقنا، وكانوا يوزعون حق الواحد على ألف مواطن، وانعكست المعادلة بعد حرب صيف 1994م رأساً على عقب، حيث أخذوا حق ألف مواطن وأعطوه لشخص واحد.
طلب المسئول من مجنون الضالع توضيح الصورة. قال المجنون: نحن 650 ضابطاً وبحوزتنا عقود بـ (650) قطعة أرض، آلت جميعها لمتنفذ واحد في الدفاع الجوي.
قال المسئول: على العكس، لأننا كرمنا الضالع ورفعنا مرتبتها من مديرية إلى محافظة، وهنا قاطعه المجنون وقال: أنا المستفيد الوحيد من هذا القرار، لأنني كنت شيخ مشايخ مجانين مديرية الضالع، وها أنذا اليوم شيخ مشايخ مجانين محافظة الضالع. ألا ترون سعادتكم بأن (حوات) حكيم الضالع وليس مجنون الضالع؟!
أما الخبر الذي لم يسعدني أن السفارة البريطانية طلبت من مقدمي طلبات تأشيرة الدخول إلى بريطانيا إنجاز عملية (التبصيم) عبر مكتب أرامكس في صنعاء فقط، في حين كان المتقدمون من عدن أو مناطق جنوبية، كانت تعرف بـ «محمية عدن الشرقية» (EAP) أو «محمية عدن الغربية» (WAP) ينجزونها عبر مكتب (فيديكس) في عدن، وخيل للناس هنا في الجنوب أو واجهته الحضرية (عدن) أن السفارة البريطانية في صنعاء آثرت أن تشاطر السلطة أعمال التعسف بهم، ومنهم من يرى أن السفارة البريطانية أضافت عبئاً إلى جانب الأعباء الأخرى التي ألقتها على كاهلهم السلطة التي تطالبك بحمل ملفك وأوراقك إلى صنعاء لمتابعة قضية من القضايا. ولعلم سعادة السفير أقول: ورب محمد وعيسى عليهما أفضل الصلاة والتسليم إن متقاعداً عسكرياً كان (يفضفض) فوق أحد التاكسيات (وأنا كنت من راكبي ذلك التاكسي) أنه باع جواله بأربعة آلاف ريال لتغطية تكاليف رحلته إلى صنعاء لتصحيح وضع سقوط اسمه من كشف المعاشات. ويعلم الله وحده بالحالة النفسية التي سادت الرجل الذي كان يتفوه جمراً وهو يجلد الواقع المعيش.
لعل سعادة السفير البريطاني على علم بأن الجنوبيين قد ضاقوا ذرعاً بالأوضاع المتردية التي سببها يوم 7 يوليو 1994م الذي أقصاهم وصادر أرضهم وثرواتهم وفرص عملهم وعمل أبنائهم، وفرص تأهيل وتدريب إخوانهم في الخارج التي أصبحت من نصيب الشماليين، في حين أن 85 في المائة من موارد الموازنات والخطط التنموية هي من موارد الجنوب.
لماذا يتخلون عن هؤلاء الناس الطيبين الذين ارتبطوا بالإدارة البريطانية على مدى عقود طويلة من الزمن؟ ويكفي هؤلاء الناس جرع المعاناة وأشكالها التي فرضها عليهم المنتصر في حرب صيف 1994م!
أنصح سعادتكم بأن تصححوا قرار سفارتكم قبل أن يردد الناس عبارة القيصر الشهيرة «حتى أنت يابروتس!».