لم يعد اليمن السعيد سعيداً
بقلم/عبدالهادي الخلاقي
في السابق كان يطلق عليه اليمن السعيد لما حباه الله من وفرة في الخير من جنات عدن وجنتين من اعناب وسد يمتلى فيسقي الوديان ويحيي الارض فتنبت زرعاً يقتات منه الناس ، فذكرها الله في القرآن الكريم وخصها رسولنا الكريم بالمدح والثناء على هذه الارض واهلها ، ولكن السعيد لم يعد سعيداً ، نعم لم يعد سعيداً بل خيم على وجهه الحزن فاصبح الشعب اليمني يمتاز دون غيره من البلدان العربية بالتخلف الحضري والمعرفي وبموت النمو الاقتصادي ، وغرغوا بالتهام هذه العشبة اللعينة(القات) (لا تلغوا بايديكم الى التهلكة) (كل ما يضر بالنفس فهو حرام) التي حولت السعيد الشامخ الى حزين متخلف لا يدرك أين موقعه في هذا الوجود يجر اذيال الخراب الى مدنه وقراه شوارع تمتلى بالعامة الجاهلة من الناس الذي لا يتمتعون بما كان عليه ابائهم من شهامة وباس وقوة وريادة وعزة وانفه وعلم ومعرفة تاهو في ازقة الضياع واصبحت دمائهم رخيصة لكل من اراد القتل والنهب والخراب (لا يامن الانسان على ممتلكاتهمن السرقة) نسيوا لغة الحوار وحب الوطن ومصلحة الجماعة والمصلحة العامة ادمنوا الغش والخداع فاصبح روتين حياتهم اليومية ياكلون اموالهم بينهم حرام وسرقة أموال اليتامى والمستضعفين من العامة ونهب المال العام فعشعش الجهل في عقولهم وغزتهم الأمية فنطاعوا لها فاحبوها واحبتهم وسيطرت عليهم (ومن يدعي غير هذا فهو جاهل بما يدور حوله وظالم لنفسه )فاصبحوا في مؤخرة الركب بل اصبحوا راكدين في اماكنهم والقطار مر وتركهم في انتظارهم, فإلى متى ؟ إلى أن يدركوا إنهم اموات بهيئة احياء او ربما الى ان يهجر البشر كوكب الارض فتعود لهم السيادة كما كانت في سابق العهد والزمان.
(لن يغير الله ما بقوم حتى يغير ما بانفسهم )