"]الفرص مرهونة بالزمن والحدث يابن فريد!

الفرص مرهونة بالزمن والحدث يابن فريد!
عبده فارع نعمان:
في الصفحة الأخيرة من «الأيام» المفتوحة لمختلف الآراء والتناقضات العدد (5329) الصادر بتاريخ 19 فبراير 2008م، برز مقال فيه المنطق وفيه الحكمة وفيه المسئولية، ويشتمل فعلا على (كلمة سواء) للأخ محسن محمد أبوبكر بن فريد، لعل اليمنيين يجمعون على مضامينها جملة وتفصيلا ويتعظون ويعملون بها، لأن الأخ بن فريد سطر العبارات، وجسد خياراته المشرقة بالخيار الصيني والماليزي والإماراتي، ووضعها على مدماك كل يمني من جهة محصورة ومعمدة بالنماذج المأساوية من الجهة الأخرى، كخيارات سوداوية مظلمة مدمرة متمثلة بالخيار الكيني والصومالي.. والخيار الثالث هو الأهم خيار الأرض اليمنية، وما تكتنز من ثروات لم تستثمر بعد، لاسيما الـ 22 مليوناً من الثروة البشرية التي كانت لها اليد الطولى في تنمية وتعمير أراضي الآخرين وفيها نماذج مشرفة كسبت المليارات، وتنتظر الفرصة المناسبة، وفرص الاستقرار الداخلي الضامن للإسهام في نهضة اليمن وتطويرها، لتواكب الشعوب التي قطعت أشواطا بعيدة في التنمية والاستثمار.

واستند الأخ محسن بن فريد في مقاله إلى عدد من الاتجاهات هي عصب الحياة بالنسبة لشعبنا في الوقت الراهن، تمثلت بالجانب الاجتماعي والسياسي والجغرافي والديمغرافي والاقتصادي، الأخير منها يشمل كل مقوماته الزراعية والصناعية والتجارية، وهكذا اتجاهات أو محاور يتضمنها مقال قصير كهذا لا يعبر إلا عن الصدق والإخلاص والدعوة إلى العمل الكثير والكلام القليل، بل يمكن القول إنه يعد ورقة عمل علمية تعالج مجمل قضايا الوطن والمواطنين، وتضع في الجوهر الحلول و المخارج، بل تصلح لندوة أو مناظرة بحد ذاتها خاصة إذا ما أمعن المراقبون السياسيون والمفكرون والقراء عموما في قراءتها واستقرائها، وتحليل الاختيار الموفق لكلماتها وعباراتها والخيارات المطروحة على بساط البحث خلف سطورها وما تخفي الصدور وتخبئ الرؤوس.

وفي كل الأحوال يبدو أن المقال قد تضمن رسائل قوية التأثير ومهمة للغاية لكل من السلطة والمعارضة بعناية لاتحتمل التأخير قيد أنملة- كما يقال- للعمل على استيعاب كل ما يجري في عموم الوطن، وسرعة حل المشاكل المحيطة به، وعلى وجه الخصوص في جنوبه.. وهنا تكمن مفاتيح وأبواب الاستقرار والازدهار وتعزيز معطيات السلم الأهلي والوحدة الوطنية، لأن السلطة والمعارضة باستيعابهما مشاكل اليمن الواحد بكل اتجاهاته الأصلية والفرعية سوف ينتزعان الاستقرار من مخالب القلاقل، والأمن من أحضان الخوف، والنجاح من أنياب الفشل، وسنعيش في أرضنا وبيوتنا كما يعيش الإماراتيون والصينيون والماليزيون آمنين مطمئنين متحابين، مالم نكن أحسن- يابن فريد- قياسا إلى حب اليمنيين للعمل الذي هو بؤرة الإنتاج والتطور ومحور التنمية الاقتصادية والاستثمارية.

والعمل في بدايته ونهايته محور الاستقرار والأمن والأمان والعيش الكريم لكل أبناء الوطن في كل الأرجاء، وهو أحد الطرق التي تقودنا في الاتجاه الصحيح.

إذن أتفق مع ما جاء به كاتب هذه الورقة- إن صح التعبير- ومع ما قدمه من عرض لما يجري في الساحة اليمنية، ومع الحلول والمخارج الكامنة في الإجابات على الاستفسارات الواردة في ختام الورقة، والفرصة النادرة- صحيح قد لاتتكرر- أمام المستثمرين ورجال الأعمال، وتتحمل المسئولية الأولى والأخيرة تاريخيا السلطة والمعارضة، والفرص كثيرة ولابد من استغلالها لأنها مرهونة بكل حدث وزمان في آن.. وربما صحيح أن الوقت بدل الضائع لايعوض إلا في الملاعب، لكن لايعني ذلك الاستسلام للسلوك غير السوي، فالاحتكام إلى العقل والمنطق والعمل هو الذي يخلد الشعوب في التاريخ.

«وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون» واليمنيون أصحاب حكمة وإيمان، و«إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم».

الايمان يمان والحكمه يمانيه

مشكور ازال وتقبل مروري