أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
(( وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ
فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ))
[ القمر 16 ]
- قال القرطبي - رحمه الله - :
(( وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ))
أي سهلناه للحفظ وأعنا عليه من أراد حفظه؛ فهل من طالب لحفظه فيعان عليه؟ إهـ
- وجاء في تفسير البغوي - رحمه الله - :
(( وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ))
ولقد يسرنا "، سهلنا، " القرآن للذكر "، ليتذكر ويعتبر به .
وقال سعيد بن جبير : يسرناه للحفظ والقراءة، وليس شيء من كتب الله يقرأ كله ظاهراً إلا القرآن " فهل من مدكر"، متعظ بمواعظه.
- وفسّر المناوي - رحمه الله - الآية بقوله :
(( وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ))
أي: سهلناه للحفظ، وأعنا عليه من أراد حفظه، وقيل هيأناه للتكذر والاتعاظ "فهل من مدكر" أي متعظ بمواعظه ومعتبر بعبره. وفي الآية الحث على درس القرآن والاستكثار من تلاوته والمسارعة في تعلمه ومدكر أصله مذتكر كما تقدم قريباً.."
- وقال السعدي - رحمه الله - في تفسيره للآية :
(( وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ))
أي : ولقد يسرنا وسهلنا هذا القرآن الكريم ، ألفاظه للحفظ والأداء ، ومعانيه للفهم والعلم ، لأنه أحسن الكلام لفظا ، وأصدقه معنى ، وأبينه تفسيرا ، فكل من أقبل عليه يسر الله عليه مطلوبه غاية التيسير ، وسهله عليه ، والذكر شامل لكل ما يتذكر به العاملون من الحلال والحرام ، وأحكام الأمر والنهي ، وأحكام الجزاء والمواعظ والعبر ، والعقائد النافعة والأخبار الصادقة . ولهذا كان علم القرآن حفظا وتفسيرا ، أسهل العلوم ، وأجلها على الإطلاق ، وهو العلم النافع الذي إذا طلبه العبد ، أعين عليه ، وقال بعض السلف عند هذا الآية : هل من طالب علم فيعان عليه ؟ ولهذا يدعو الله عباده إلى الإقبال عليه والتذكر بقوله :
" فَهَل مِنْ مُدَّكِر "