نفسك أنفس ....

ليتني أفهم أني أفهم ، وليتني أتعلم أني أتعلم وليتني أعي أني أعي وليتني أدرك أني أدرك وليتني أبصر أني أبصر وليتني وليتني وليتني .. قائمة لا حصر لها من الأمنيات وهي حقائق واقعة ، وليتنيات كثيرة!! وهي متحققة ، ولا مبرر البتة للتجاهل الذي دام وقتا ليس باليسير، والتدارك فيها غير عسير .

إن مجرد التجرّد يقفز بالتمني إلى سماءات عالية من العمل المتحقق ، ويعطي الأملَ البوّاءَ الأوسمةَ .

والنفس الأبية الحرة الكريمة هي من ترى إمكانياتها وتسلك سبيل الناجحين في تقويم اعوجاجها دون خدش يذل أو مدح يضل متوازنة في أحوالها في الضراء صابرة وفي السراء شاكرة في الأفراح باسمة وفي الأتراح حزينة دامعة راضية غير ساخطة لا تنقلب على نفسها وتتنكر على ذاتها تستكشف كل حين مكنونات أودعها الله فيها فتبرزه للناس دررا وعبرا وتزكي كل آن ما علق بها من أدران الشبهات والشهوات ( قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها ) فتصفو ويصفو لها الأمل ، لا تتعامل مع الحياة على أنها ليست تعيش فيها بل تدرك جليا أنها نبت من الأرض ( والله أنبتكم من الأرض نباتا )وهي إليه صائرة ، تمتزج فيها الرغائب المحمودة والغرائب الممجوجة فلا ترى بدا من الشد والمد والجذب والصد فهي نفس بشرية لها ما لها وعليها ما عليها إلا أن لها ربا حليما إن تناءت وتراجعت وكريما جوادا إن أقبلت وثابرت ، أما إن تعامت البتة وفجرت وجحدت ولم تستمع لنداءات الحياة الحقة وهي تخاطب وجدانها في كل ذرات ذراتها وخردلات خردلاتها فهي موعودة بطرد وإذلال وبوار وخسار .

ولو تأملنا حديث نبي الرحمة عليه الصلاة والسلام وهو يقول : " وإن لنفسك عليك حقا " وكيف تعامل معه من صحبوه وتابعوه وصاروا أكرم خلق وخير قرن وجد على الأرض لتعاملنا مع أنفسنا بما يسعدها في حالاتها كلها عندما قال علي بن أبي طالب رضي الله عن أبي الحسن فيما يؤثر عنه:-
( إن للنفس إقبال وإدبار، فإن هي أقبلت فاستكثروا من النوافل، وإن هي أدبرت فألزموها الفرائض ) ...

وإن جهدنا وحدبنا على بلوغ المعالي يدفعنا على أن نترفق بها في أن نضعها موضعا يحبه الله في التعامل مع الآخرين فلا حسد ولا غل ولا ظنون سيئة ولا بخل ولا هوى متبع ولا شحناء (وإن ربك ليعلم ماتكن صدورهم ومايعلنون‏ ) .

فالتعرض للنفحات الربانية في أزمنة فاضلة وأمكنة فاضلة يدفعنا لأن نراجع أحوالنا مع أنفسنا ونتعامل مع طبيعتها بالإيجاب لا بالسلب بالتبشير لا بالتنفير بالتدرج لا بالقفز باللين لا بالشدة بالتيسير لا بالتعسير بالحسنى لا بالخشنى .

إن المحافظة على أمن النفس وهدوئها يلهمها الصحة والعافية ويمنحها مزيدا من الترقي والنمو والازدهار ويبعث فيها روح العطاء اللامحدود ويجعلها تتعامل مع بني البشر كلهم بما يرضي الله فعن عقبة بن عامر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تخيفوا أنفسكم بعد أمنها، قالوا: وما ذاك يا رسول الله؟ قال: الدين" رواه أحمد وغيره وهو صحيح . فالنبي صلى الله عليه وسلم حريص أن تتمتع النفس بالأمن والأمان وأن تنعم بالاستقرار كي تبدع وتثمر وتنتج فالنفس القلقة المتلفتة لا تبني ولا تثمر إلا حنظلا ، ولا يكون الأمن والاستقرار والسعادة إلا بانتهاج هدي خير المرسلين ولن تذوق طعم الإيمان إلا بالرضا والتسليم والاقتداء ففي صحيح مسلم : " ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربًا وبالإسلام دينًا وبمحمد نبيًا ".

فحري بنا أن نتفطن لأنفسنا ونوليها الرعاية والعناية وأن نقودها إلى سكينتها وراحتها وأن نعلم أننا نعلم وندرك حينها أننا ندرك ونبصر يومها أننا نبصر وليس الأمر ليت وأخواتها بل الأمر جزم وحقيقة واقعة والله يقول ) لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها )

والنفس الأبية الحرة الكريمة هي من ترى إمكانياتها وتسلك سبيل الناجحين في تقويم اعوجاجها دون خدش يذل أو مدح يضل متوازنة في أحوالها في الضراء صابرة وفي السراء شاكرة في الأفراح باسمة وفي الأتراح حزينة دامعة راضية غير ساخطة

ومني اضيف : النفس تبكي على الدنيا وقد علمت * ان السلامة فيها ترك مافيها
اي تترك ما يغضب الله سبحانة وتعالى وتعمل بمايرضاه ربها

بارك اللة فيك اخونا عصام بن حبيب الخلاقي ومرحب بك في كل وقت تطل بة علينا عندما يسمح لك وقتك وموضوعك ثري بما يجعل الانسان اذا قرءة وتمعنى في معانية انه الخير والبركة والسداد فتقبل مروري ودمت لمن يحبك :cup:

سلمت يمناك على مانقلت وبارك الله فيك وتقبل مروري

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ولو تأملنا حديث نبي الرحمة عليه الصلاة والسلام وهو يقول : " وإن لنفسك عليك حقا " وكيف تعامل معه من صحبوه وتابعوه وصاروا أكرم خلق وخير قرن وجد على الأرض لتعاملنا مع أنفسنا بما يسعدها في حالاتها كلها عندما قال علي بن أبي طالب رضي الله عن أبي الحسن فيما يؤثر عنه:-
( إن للنفس إقبال وإدبار، فإن هي أقبلت فاستكثروا من النوافل، وإن هي أدبرت فألزموها الفرائض ) ...

وإن جهدنا وحدبنا على بلوغ المعالي يدفعنا على أن نترفق بها في أن نضعها موضعا يحبه الله في التعامل مع الآخرين فلا حسد ولا غل ولا ظنون سيئة ولا بخل ولا هوى متبع ولا شحناء (وإن ربك ليعلم ماتكن صدورهم ومايعلنون‏ ) .

مشكور على مشاركتك
المفيدة

وتقبل مروري

---

سلمتم

الإخوة الكرام
خالد القاضي
أبو فلاح
توفيق القاضي
أبو ادم
أشكر لكم جهدكم للم شمل عائلة عريقة سامقة بكل اقتدار وجهودكم مباركة وأسأل الله عز وتعالى أن يؤلف بين قلوبنا ويجعلنا من واصلي أرحامنا .
أخوكم المحب من الرياض ( عصام بن حبيب الخلاقي ).