ما جاء في الكتاب والسنن.. عن فضائل اهل اليمن !

ما جاء في الكتاب والسنن.. عن فضائل اهل اليمن....

ليس عيبا ان الانسان يحب وطنه الذي ولد فيه او الذي عاش فيه فهذه فطرة لا تخفى فهذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم كما روي عنه انه قال صلى الله عليه وسلم و الدموع تتساقط على وجنتيه الشريفتين : ( والله إنك لمن أحب البلاد إلى ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت ) قالها صلى الله عليه وسلم ليبين في درس بليغ للأمة أهمية حب الوطن في هذا الدين الخالد ، وحب الوطن قبل ذلك هو فطرة إلهية غرسها الله في قلوب المخلوقات جميعا ، ومن هنا ليسمح لي القارئ الكريم أن أتحدث اليوم عن وطن أحببته فطريا وما دفعني لهذا هو أن المواطن اليمني أصبح يحلم بالإقامة ولكن في غير بلاده ويتمنى أن يسافر إلى كل بلدٍ يؤمن له لقمة عيشه ، ليس كرها لوطنه وبلاده بل سعيا في طلب الرزق ولقمة العيش ، مذهبه في ذلك مذهب الأديب البغدادي الذي كاد أن يهلك جوعا في بلده فأزمع السفر إلى بلاد الشام وخرج حاملا أمتعته في موكب من محبيه يريدون وداعه حتى جاوز المدينة فالتفت لمودعيه وقال : ( والله يا بغداد لو جدت فيك كسرة الخبز لما رحلت عنك ) ثم أنشد :
بغداد دار لأهل المال طيبة *** وللمفاليس دار الضنك والضيق
ظللت حيران أمشي في أزقتها *** كأنني مصحف في بيت زنديق
من هنا عزمت ان اجمع ما جاء عن أهل اليمن من النصوص القرآنية والسنة النبوية والسيرة التاريخية ليعرف اهل اليمن كيف كان للإسلام فضل عليهم وكيف كان دورهم في خدمة الإسلام فأهل اليمن المشهور عنهم عبر التاريخ أنهم أصحاب دين ما عبدوا الصليب ولا الأصنام فعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث معاذا إلى اليمن فقال (( إنك تأتي قوما من أهل الكتاب .)) متفق عليه ،ويكفي انهم امنوا بالرسالة فهم أهل المدد والفتوحات ومنهم اويس القرني الذي قال عنه صلى الله عليه وسلم (( خير التابعين اويس بن عامر القرني)) وسمي باسمهم الركن اليماني ,ومنهم محدث العصر الأمير الصنعاني والعلامة الرباني الإمام الشوكاني وتاج العلماء الكوكباني وسيد الاولياء ابو ادريس الخولاني ومفتي الديار العلامة العمرني وخطيب الخطباء البيحاني واستاذ الاعجاز الزنداني وقد اثنى عليهم شيخ الاسلام ابن تيميه ومجدهم بن رجب بالفقه في المعاني وحسبهم مدح الرسول العدناني فأنه خصهم بعلم الحكمة في المثاني ,ومنهم شاعر الرسول حسان، وملك العرب النعمان، ومهم الأوس والخزرج والملكان الحارث والأعرج ،ومنهم الملكة بلقيس، واسما بنت عميس، وأبو موسى عبد الله بن قيس . قتلوا الأسود العنسي فصار في التاريخ المنسي، ومهم المقدام يوم القادسية الذي فرق الجموع الفارسية ومنهم أولياء وأبرار ، ومنهم المحقق الكبير والمجتهد ابن الوزير، صاحب العواصم والقواصم والروض الباسم هم أنصار الرسالة في قديم الزمن وحاضره ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابة ( الجواب الباهر في زوار المقابر ) فقال ( .. وكانت أمداد اليمن الذين قال الله تعالى فيهم " فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه " على عهد أبي بكر وعمر يأتون أفواجا من اليمن للجهاد في سبيل الله ويصلون خلف أبي بكر وعمر في مسجده وكانوا عالمين بسنته كما علمتهم الصحابة والتابعون )) انتهى كلامه رحمه الله تعالى ، اليمن مشتق من الايمان لانهم صدقوا بالرسالة واظهروا البسالة واكرموا رسول الرسول، وقابلوه بالقبول وجمعوا بين المعقول والمنقول.اليمن مشتق من اليُمن لانه كان ميمونا بجنوده ومعينا بحشوده ،واليمن مشتق من الأمانة لان أهلها رجال فدوا الملة بالنفوس وقدموا للشريعة الرءوسواليمن مشتق من اليمين فهم ميمنة كتائب الجهاد ساعة الجلاد بالسيف والحداد كان خالد بن الوليد يجعل اهل اليمن الورقة الرابحة في حربه يجعلهم على ميمنته يحسم بهم المعركة ،واليمن سميت بذلك لانها يمين الكعبة ، وألفت اليمن في الاصول إرشاد الفحول,وفي التفسير فتح القدير,وفي سنة أبي القاسم الروض الباسم,و,في الأحكام سبل السلام وفي فقه الآثار نيل الاوطار ,وتاج العروس أصله من زبيد.
اولئك أبائي فجئني بمثلهم ..... اذا جمعتنا ياجريرالمجامع..

ذكر فضائل اليمن من القران الكريم
قال الله تعالى وهو اصدق القائلين: ( يا أيها الذين امنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونهم , اذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ,ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم). نزلت وتلاها الرسول صلى الله عليه وسلم وبجواره عمر بن الخطاب وابي موسى الاشعري رضي الله عنهما فقال عمر اهي في وفي قومي قال صلى الله عليه وسلم لا في هذا وفي قومه واشار الى ابي موسى الاشعري.
وجاء في قوله تعالى ( واذن في الناس بالحج) كما اخرج ابن ابي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : لما امر الله ابراهيم عليه الصلاة والسلام ان ينادي الناس في الحج, صعد ابي قبيس فوضع اصبعيه في اذنيه ثم نادى : ( ان الله تعالى كتب عليكم الحج فاجيبوا ربكم), فاجابوه بالتلبيه في اصلاب الرجال وارحام النساء , واول من اجابه اهل اليمن
وفي قوله تعالى : ( أهم خيرٌ أم قوم تُبَّعٍ ) كما روي عنه عليه الصلاة والسلام : " لا تسبوا تبعا فإنه كان قد أسلم " ان تبع ملك اليمناسلم قبل بعثة محمد صلى الله عليه وسلم بسبعمائة عام عندما اخبره احبار اليهود في المدين عن بعثته.
وفي قوله جلا وعلا ( ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا )هم اهل اليمن جأوا افوجا مبايعين مؤمنين لما لا وقد دعا لهم الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم عندما نظر قبل اليمن فقال (( اللهم أقبل بقلوبهم وبارك لنا في صاعنا ومدنا)) قال الالباني حديث حسن صحيح..فلماء وصلوا قال صلى الله عليه وسلم ((أتاكم أهل اليمن هم أرق قلوبا الإيمان يمان الفقه يمان الحكمة يمانية)) صححه الالباني وبما اخرجه ابن جرير من طريق الحسين بن عيسى عن معمر عن الزهري عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال (الله اكبر الله اكبر-جاء نصر الله والفتح , وجاء اهل اليمن).

ذكر فضائل اليمن من السنه المطهرة
بوّب الإمام البخاري في صحيحة ( باب نسبة اليمن إلى إسماعيل) وبوّب الإمام مسلم في صحيحة ( باب تفاضل أهل الإيمان ورجحان أهل اليمن فيه ) وحديث ابي هريرة عن الرسول صلى الله عليه وسلم (إن الله استقبل بي الشام وولى ظهري اليمن وقال لي يا محمد إني جعلت لك ما تجاهك غنيمة ورزقا وما خلف ظهرك مددا ولا يزال الإسلام يزيد وينقص الشرك وأهله حتى تسير المرأتان لا تخشيان إلا جورا والذي نفسي بيده لا تذهب الأيام والليالي حتى يبلغ هذا الدين مبلغ هذا النجم)) صححه الألباني و عن جُبير بن مطعم عن أبيه قال : بينما كنا نسير مع رسول الله بطريق مكة إذ قال :
((يطلع عليكم أهل اليمن كأنهم السحاب هم خيار من في الأرض . فقال رجل من الأنصار ولا نحن يا رسول الله فسكت قال ولا نحن يا رسول الله فسكت قال ولا نحن يا رسول الله فقال في الثالثة كلمة ضعيفة إلا أنتم )) رواه احمد بإسناد صحيح و صححه الألباني ورى عن انس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم ((قد أقبل أهل اليمن وهم أرق قلوبا منكم فهم أول من جاء بالمصافحة)) صححه الألباني وعنه صلى الله عليه وسلم ( يخرج من عدن أبين اثنا عشر ألفا ينصرون الله ورسوله هم خير من بيني وبينهم) صححه الألباني و عنه صلى الله عليه وسلم (إني لبعقر حوضي يوم القيامة أذود الناس لأهل اليمن )) رواه مسلمو عنه صلى الله عليه وسلم (الملك في قريش والقضاء في الأنصار والأذان في الحبشة والأمانة في الأزد يعني اليمن)) رواه الترمذي وصححه العلامة الألباني و قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( نعم القوم الأزد طيبة أفواههم برة أيمانهم نقية قلوبهم )) الألباني وعن انس بن مالك موقوفا انه قال : ((إن لم نكن من الأزد فلسنا من الناس)) وهو صحيح الاسناد ودعا النبي صلى الله عليه وسلم لاهل اليمن ((اللهم بارك لنا في شامنا اللهم بارك لنا في يمننا . قالوا يا رسول الله وفي نجدنا ؟ فأظنه قال في الثالثة هناك الزلازل والفتن وبها يطلع قرن الشيطان)) رواه البخاري
وعن عمران بن حصين قال(( إني كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء قوم من بني تميم فقال اقبلوا البشرى يا بني تميم قالوا بشرتنا فأعطنا فدخل ناس من أهل اليمن فقال اقبلوا البشرى يا أهل اليمن إذ لم يقبلها بنو تميم . قالوا قبلنا جئناك لنتفقه في الدين ولنسألك عن أول هذا الأمر ما كان ؟ قال كان الله ولم يكن شيء قبله وكان عرشه على الماء ثم خلق السماوات والأرض وكتب في الذكر كل شيء )) البخاري : و قال صلى الله عليه وسلم : (( خير الرجال رجال أهل اليمن والإيمان يمان)) وقال صلى الله عليه وسلم (( إني أجد نفس الرحمن من هنا - يشير إلى اليمن) عن النبي صلى الله علية وسلم في سلسلة الاحاديث الصحيحة:
((إن الله يبعث ريحا من اليمن ألين من الحرير فلا تدع أحدا في قلبه مثقال حبة من إيمان إلا قبضته )) جاء أهل اليمن إلى رسول الله فقالوا : يا رسول الله نحن من قد عرفت ، جئنا من حيث عرفت ، فمن ولينا ، قال ( الله ورسوله ) قالوا ( حسبنا ورضينا ) صححه الواعي.
وعن أبي ثور الفهمي قال : كنا عند رسول الله يوماً فأُتي بثياب من اليمن- ، فقال رجل (لعن الله هذا الثوب ولعن من يعمله ) فقال رسول الله ( لا تلعنهم فإنهم مني وأنا منهم ) رواه احمد والطبراني بإسناد حسن.

فصل في قدوم وفد كندة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال ابن إسحاق : قدم الأشعث بن قيس على رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثمانين أو ستين راكبا من كندة فدخلوا عليه صلى الله عليه وسلم مسجده قد رجلوا جممهم وتسلحوا ولبسوا جباب مكففة بالحرير فلما دخلوا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أو لم تسلموا ؟ " قالوا : بلى . قال " فما بال هذا الحرير في أعناقكم ؟ )فشقوه ونزعوه وألقوه إن النبي صلى الله عليه وسلم بعث علي بن أبي طالب رضي الله عنه فأمره أن يقفل خالدا إلا رجلا ممن كان مع خالد أحب أن يعقب مع علي رضي الله عنه فليعقب معه قال البراء فكنت فيمن عقب مع علي فلما دنونا من القوم خرجوا إلينا فصلى بنا علي رضي الله عنه ثم صفنا صفا واحدا ثم تقدم بين أيدينا وقرأ عليهم كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلمت همدان جميعا فكتب علي رضي الله عنه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بإسلامهم فلما قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم الكتاب خر ساجدا ثم رفع رأسه فقال (السلام على همدان السلام على همدان )وأصل الحديث في " صحيح البخاري " . وهذا أصح مما تقدم ولم تكن همدان أن تقاتل ثقيفا ولا تغير على سرحهم فإن همدان باليمن وثقيفا بالطائف . عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن جلوس ، فأوسعنا له فجلس وقال : "أين أصحابي الذين أنا منهم وهم مني؟ وأدخل الجنة ويدخلونها معي؟". فقلنا : يا رسول الله أخبرنا! قال: "نعم ، أهل اليمن المطروحون في أطراف الأرض ، المدفوعون عن أبواب السلطان ، يموت أحدهم وحاجته في صدره لم يقضها". أخرجه الطبراني والهيثمي.
وعن عتبة بن عبد أن رجلا قال يا رسول الله العن أهل اليمن فإنهم شديد بأسهم كثير عددهم حصينة حصونهم قال لا ولعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الأعجمين فارس والروم وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مر بكم أهل اليمن يسوقون نساءهم ويحملون أبناءهم على عواتقهم فإنهم مني وأنا منهم . أخرجه الطبراني وأحمد.
قال الشاعر:
يا أرض بلقيـس الكفـاح وتبـع يا ربع حِمْيَر يـا قبائـل ذي يَـزنْ
يا سادة الأيـام يـا مـن حطمـوا إيوان كسرى يوم أقبل في السفـنْ
يمـن لأن اليمـن والإيمـان فـي تلك الوجوه فنورها يجلـو الحـزنْ
رفعـوا معـاذاً واستجابـوا كلهـم وأتوا ببيعتهم وغالوا فـي الثمـنْ
حتى النجوم لكـم سهيـل وحـده لو خيروه مـا اشتهـى إلا اليمـنْ
والكعبـة الغـراء سمـي ركنهـا الركن اليماني في أحاديث السنـنْ
والسيف سمي باسمكم من حسمـه الله كم قطـع السلاسـل والمجـنْ
والأسود العنسـي حزتـم رأسـه تباً لمـن عبـد الخرافـة والوثـنْ
لمحمد مـن أرض شوكـان الثنـا وابن الوزير محمد أحلـى المنـنْ
وكواكـب مـن كوكبـان مضيئـةٌ وعمار عمـران البريئـة مرتهـنْ
شكـراً زبيـدُ تحيـة يـا حـجـةٌ حييت يا خولان أهـلاً يـا عدنْ
هل بعد هذا شرف وهل بعد هذا رفعة ومكرمة؟