الأخبار المحلية صعدة.. ورمضان.. وموائد الدم

يبدو أن كل طرف من طرفي الصراع في صعدة أراد بهذا التصعيد المروع للحرب أن يحسم في أيام قليلة متبقية على الشهر الفضيل ما لم يحسمه في سنوات.
فرمضان المعظم على بُعد أيام، ولا يريدان مطلقاً أن تطل رحمة السماء وهناك من يعلي طلقات الذعر بدلاً عن حلقات الذكر، أو يقيم مآتم الويل والعويل بدلاً عن موائد الشكر على النعم، أو يقيم ليالي الشهر الفضيل في رؤوس الجبال والكهوف ومعسكرات الدم بدلاً عن بيوت الله .
يعلمان جيداً أنه شهر الله الأقدس.. ولا يُحتمل مطلقاً أن يُسمع فيه غير صوت الرحمة والمغفرة والعتق من النار.. أو أن يُرفع طيلة لياليه وأيامه غير اسم لله في المآذن والمنابر خشوعاً وخنوعاً أمام عزته وجلاله وتأدباً في حضرة شهره الأكبر.. أو أن تقام صلوات الجنائز بدلاً عن صلوات قيامه وركوعه.. أو تقام فيه حفلات زار مخضبة بالدم والخطيئة بدلاً عن ملتقيات الإيمان والتسبيح والاستغفار من جرم هدر الدم.
لدى الجميع فرصة مواتية لعقد هدنة مع الرحمن يستمعون فيها لصوت الضمير والحكمة والعقل، لا المغامرات والتحدي والجنون، صوت المستقبل لا الماضي ، كي تلقي رحلها (اُم قـَشعـَم).. حتى نجد نحن المتحسرون مجالاً ملائماً في الليالي المباركة كي ندعو لأهلنا في صعدة بالأمن والأمان والإيمان بعد مرارات الفجائع والحرائق والتهجير القسري، وللطرفين بالهداية والصلاح والتصالح، وأن يحصحص الحق، ويتبين الخيط الأسود من الخيط الأبيض من الفجر، ليعرف كل طرف مكامن أخطائه وجوهر أزمته.
ندعو الله أن يكون لدينا فعلاً رجالٌ أشاوس، شجعان، شديدو البأس كالشباب المؤمن، قادرون على الصمود العجيب طيلة ست سنوات.. ليكونوا في المحن والتحديات الخارجية نعم العضد لشعبنا ودولتنا، ووطننا العزيز بوحدته ورجاله، ويكونوا على أهبة الاستعداد لتلبية نداء الفداء وداعي الوطن لا داعي المذاهب أو القبيلة، وأن يمارسوا طقوسهم الدينية بكل حرية وفق ما يمليه عليهم إيمانهم وعلاقتهم بالله الواحد القهار، ويحظوا بكامل حقوقهم وواجباتهم دون تعديات، ويمنحوا أولوية إدارة مناطقهم المحلية حسب الشرع والدستور كغيرهم من المناطق، دون مظاهر مسلحة أو استعراض عضلات، وأن يكونوا ذخيرة حية مخزونة ليوم النزال ضد الأعداء الذين يجب أن يكونوا ممن لا يربطنا بهم دم، ولا دين، ولا وطن- مطلقاً.
مثلما ندعوه جل شأنه أن تكون لنا فعلاً دولة قوية عزيزة نحن بأمس الحاجة إلى حماية كيانها، وامتداد سيادة دستورها وقانونها ونظامها من صعدة حتى المهرة، وأن تملك عوامل القوة والبأس، لتمسك بزمام الأمور في كل شبر، وننعم في ظلها من نقمة الخوف والاضطرابات المتوالية.. دولة تعرف في وجه من توجه قوتها الضاربة وتحرّمها مطلقاً على الدم اليمني.
لهذا.. نتحيز لكيانها.. لا كنظام حاكم، بل كدولة في جوهرها وشكلها ومضمونها.. نتعاون معاً على ترسيخ مداميكها على قاعدة من دستور ونظام وقانون، وحقوق وواجبات متساوية، وحكم عادل، لأن العدل أساس الحكم، وبدونه نحيا أمواتاً.. وما لم تكن لدينا دولة جديرة بفرض هيبتها على الجميع فلن تقوم لنا قائمة، لأننا بلدً على كف عفريت.. وشعب- على قدر حكمته وتاريخه العريق- تستفزه أتفه أزمة، وتستحضر لديه عادات الجاهلية الأولى وجنون التطاحن بين بعض فئاته وقبائله وجماعاته إلى حد تقديم أرواح فلذاتهم قرباناً لشيطان النار والفتن، وكأننا شعب يكره الحياة.

رد: صعدة.. ورمضان.. وموائد الدم

ابوفلاح مشكور على الموضوع برمضان او بقير رمضان هذي احوال اليمن للاسف الله يكفيناء شرهم

رد: صعدة.. ورمضان.. وموائد الدم

ابو فلاح اشكرك على ثقافتك وابداعاتك البنائه والله يكثر من امثالك وتقبل الله طاعتك وصلاتك وصيامك انشاء الله ورمضان مبارك وكل عام وانت بخير