جاري تحميل محرك البحث

اهلاً وسهلاً بك في مجلس الخلاقي!
لكي تتمكن من المشاركه يجب بان تكون عضو معنا تسجيل الدخول بإستخدام الفيسبوك

تـسـجـيـل الـدخـول

|| للتسجيل معنا

خواطر عن كتاب (معجم لهجة سرو حمير يافع)

موضوع في 'مجلس خلاقة' بواسطة sasyafea, يوليو 26, 2012.

    • :: الأعضاء ::

    sasyafea

    • المستوى: 1
    تاريخ الإنضمام:
    نوفمبر 30, 2010
    عدد المشاركات:
    13
    عدد المعجبين:
    1
    خواطر وانطباعات عن
    "معجم لهجة سرو حمير – يافع"

    أحمد محمد حسين الضباعي (شوقي)

    الأخ النبيل الدكتور علي صالح الخُلاقي, الأكاديمي والباحث المتميز, له العديد من البحوث ومن الإصدارات في التراث الشعبي اليافعي بسبق لا مثيل له, أضافت إلى المكتبة الوطنية ما كانت تفتقر إليه, كما وفرَّت أرضية خصبة للباحثين عن تراث المنطقة وكانت حصيلة حماس وعزيمة لا تلين للخُلاقي وإخلاص قلّ نظيره. وإني على يقين أن الأجيال القادمة سوف تعطي هذه الأعمال حقها من التقييم الذي تستحقه لأنها تمثل قيمة أدبية رفيعة.
    ليس لدي ما أقوله عن هذا المعجم في الجانب الأكاديمي, فقد أوفى أستاذ اللسانيات الدكتور عباس السوسوة وكفى عندما قدم المعجم بصورة يُشكر عليها. ولكنني سأتناول خواطري وانطباعاتي فيما أسماه المؤلف (شذرات من تراث المنطقة)* وهي عندي حدائق غناء بزهورها المعرفية* وإذا ما جُمعت - في نظري – في كتاب مستقل لمثلت في حد ذاتها دراسة متكاملة يسير بها وبنا المؤلف إلى قمة الموروث الشعبي اليافعي في مختلف الجوانب. وحسب ما يرى القارئ فإن المعجم يمقسم إلى قسمين كبيرين:
    الأول: عن اللهجة اليافعية. والثاني: ما صاغه المؤلف من شذرات مثلت تراث المنطقة وغطّى بها عادات وتقاليد يافع بكل ما تعني الكلمة من معنى* فشملت أوجه الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والأمثال والبيئة والحياة المعيشية وقاعدتها المادية ومفردات المعمار اليافعي الفريد إلى جانب الكثير مما لا يتسع المجال لذكره.
    لقد كان نجاح الخلاقي في أعماله السابقة, من وجهة نظري, حافزاً له في إخراج هذا العمل الكبير. وأقول إن ما قدمه المؤلف من إصدارات تمثل بالنسبة للجيل الحاضر والأجيال القادمة من أبناء يافع وغيرهم في اليمن وخارجه وللباحثين على وجه الخصوص محل الصدارة لمصادر ومراجع يفيدون منها ويتأثرون بها* فهي ثروة قيمة امتازت بالإثارة والإقناع والتعمق وبالمتانة والصقل* تُحفز اهتمام الباحثين والمهتمين وتفتح الآفاق بما لها من ريادة وسبق.
    ونقدر بأن هذه الإصدارات لم تأت إلا بعد مكابدة وجهود عاناها المؤلف وبذل فيها كل ما استطاع, وساعدته في ذلك قوة الإرادة والتصميم وثقافته المعرفية والأكاديمية, وكم أتمنى أن يظل مخلصاً لهذا الاتجاه الذي يُخلد الإنسان بأعماله على مر الأجيال بعيداً عن ميادين السياسة الوخيمة, وإن كان هذا في نظري على حساب راحته الشخصية وراحة أسرته وأهله فمثل هذه الأعمال تتطلب تفرغاً وعزلة ليتمكن الكاتب من تحقيق ما يريد انجازه إلى حيز الوجود.
    وفي الوقت نفسه لا يمكنني أن أغفل الظروف التي أدَّت بالخلاقي إلى أن ينتقل مقر عمله الأكاديمي إلى يافع* فللمكان نصيب من التكوين الثقافي والفكري للإنسان* فشموخ جبال يافع وتاريخها ونفوذها التقليدي على مستوى اليمن ومدرجاتها وعمرانها المتميز وشهامة أبنائها؛ كل ذلك وغيره كان دافعاً لدكتورنا لإنجاز مثل هذه الإصدارات, فضلاً عن عمله الأكاديمي بعيداً عن ضجيج المدينة وبيئتها المحيطة.
    والآن حان الوقت أن نقول شيئاً عن هذا العمل الذي أعتبره غير مسبوق* تمكن فيه المؤلف أن يستخرج لنا فنوناً من الجمال وأشكالاً من الفلكلور بكل أنواعه* نلمسها ونحن نمعن في قراءة الكتاب فتؤثر في عقولنا ووجداننا, ذلك أن الكاتب يحسن المقابلة والمقارنة والاستدلال والتفسير والاستنتاج بين اللهجة ومفرداتها فهو يقود كتيبة من الشعراء وكماً هائلا من الأمثال التي تحملها مفردات اللهجة اليافعية ويزينها بتعليقاته الجميلة ويزخرفها بالأشعار المواكبة لما يريد شرحه؛ كل هذا يشكل مشاهد جميلة بأدب وصفي جميل لا يريد القارئ أن يفارقها* وقد ساعده في ذلك إلمامه بما يحبه المتلقي وبمعرفته الدقيقة بالمجتمع اليافعي.
    إن مثل هذا العمل هو جسر تواصل بين الأجيال السالفة واللاحقة* وهو يطور ويغذي الذائقة الشعبية في المعرفة* ويحافظ على الموروث الشعبي من الاندثار. وقد أجاد الخلاقي في تقديم هذا العمل بأسلوب مشوق فهو ينتقل من حكاية إلى أخرى بقالب أدبي جميل عبر مفردات اللهجة التي يشرحها بأجمل العبارات المنتقاة بعناية فائقة ويحولها إلى العديد من القصص القصيرة جداً بأسلوب أخاذ يجعل من هذه المفردات واحة غناء تجذب القارئ ليستظل تحت أفنانها وأغصانها الوارفة ويستنشق زهورها وورودها ويعيش أجواءها بحيطانها وجبالها وأوديتها وسهولها وشعابها.. كل هذا يتمثل فيما جاد به المؤلف من حكايات لطيفة وظريفة قل نظيرها.
    إذن فالخلاقي يقدم لنا مفردات اللهجة* لكنه يبدع أشياء أخرى جميلة إلى جانبها* ولا سبيل إلى فهم هذا وتذوقه إلا بأن تكون مُلماً بمثل هذا الفن من حيث هو مكمل لدراسة الموروث الشعبي. ولا يستطيع أن يكتبه الباحث وهو متكئ حصراً على منهج البحث العلمي الخالص* وإنما تلعب الملكات الشخصية الفردية التي يجتهد الباحث في أن يحققها في بحثه دوراً كبيراً, وللكاتب الموهوب متعة في السرد عند كتابته ولذة علمية عند اجتهاده, وهذا حال عزيزنا الخلاقي فهو يجد نفسه في قمة السعادة عند انتهائه من كل إصدار, ويندفع مبحراً في إصدار جديد, إنها الموهبة بدرجة أولى.
    وحينما تقرأ هذا السفر لا تجد كاتبه يفرض عليك ما يجب, بل يجعلك حراً في أن تتفق أو تختلف فيما يقدمه لك* ولا يحب الظهور في كل إصداراته إلا في شيء من التلطف والتعريف* وهو على شيء من المجاملة والاستحياء* وهذه السجايا لم تمنع الخلاقي من أن يقوم بجدارة بدور الباحث المنقب والمدقق الذي يريد أن يفهم ويفسر ويحلل ويستخلص ما في هذا الموروث من خصائص لغوية أو نحوية أو بيانية* ومثل هذه البحوث هي الجائزة لجهود من يقوم بها.
    كما نلاحظ أن المؤلف ظل حريصاً على أن تتضمن تفسيراته للهجة ومفرداتها الجودة الفنية للفظ الذي يستخدمه فيما يريد أن يقوله* جامعاً بين الأصالة والمعاصرة* حتى إنه يستخدم ألفاظاً معاصرة لشرح مفردات قديمة حرصاً منه على إيصال ما يهدف إليه بشيء من التبسيط والتوضيح إلى المتلقي. مع أنه ليس من اليسير اتفاق العامة بمختلف مستوياتهم على كل ما كتب بالمعنى الدقيق حينما يريدون أن يقدروا جودة هذا المعنى أو ذاك؛ لأن كل هذه الأشياء يختلف فهمها باختلاف الأذواق الفردية والاجتماعية والثقافية وغيرها.
    وبعيداً عن التوظيف السياسي فإن منطقة يافع وغيرها من المحافظات الجنوبية حرمت من أي توثيق للموروث الشعبي* إلا فيما ندر كمحافظة حضرموت, وخلال العقدين الماضيين شاهدنا إصدارات للموروث الشعبي وبالذات في يافع كان للدكتور الخلاقي قصب السبق والنصيب الأكبر فيها.
    ومهما قلنا عن هذا الإصدار لا نستطيع أن نوفيه حقه لسعة ما اشتمل عليه. وفي نظري فإن هذا العمل في حاجة إلى قراءة تقييمية ونقدية منهجية ترقى إلى مستوى ما بذل فيه من جهود كبيرة استطاع الدكتور الخلاقي فيها أن يبرز التراث من وجوه كثيرة لا حصر لها.
    وفي الأخير* ليس من باب المبالغة أن أقول للأجيال الحاضرة والمستقبلية من أبناء يافع وغيرهم إن من يقرأ ويتمعن في هذا المعجم الموسع سيكون ملماً بالحياة الاجتماعية بكل أوجهها في المنطقة وسيعيش قروناً ماضية من خلال هذا السفر بكل عادات وتقاليد وأحداث تاريخ المنطقة. كما أنه في الوقت نفسه زاد ثقافي ومعرفي لا غنى عنه للمهتمين.
    منقول من نادي (قبيلة يافع)
    • :: إدارة المجلس ::

    بجاش

    • المستوى: 8
    تاريخ الإنضمام:
    ديسمبر 28, 2007
    عدد المشاركات:
    7,326
    عدد المعجبين:
    964
    مكان الإقامة:
    قطر
    اشكرك ساس يافع لنقل هذه المقالة ونشكر كاتبها احمد الضباعي على التوصيف الجميل والتقدير الجزيل تجاه الدكتور علي الذي قدم جهده ووقته من اجل ابراز يافع وموروثها الذي كان يجهله الكثير واليوم والحمد لله بفضل الله وجهود الدكتور علي اصبح محتوى هذا التراث في كتب وفي متناول كل باحث وكل من يريد التعرف على هذه المنطقة ومكنوناتها الادبية والاجتماعية لهذا كل التقدير لكل متميز يسمو بأهله ومجتمعه

انشر هذه الصفحة