الأخبار المحلية في اليمن: من يحاور من؟!

...الحـــــــــــــــوار اليمنــــــــــــــي....من يحاور من؟ ولأجــــــــــــــل من؟!!

لا شــــــــــــك ان سياسة الحوار العالمية -بالمفهوم العام- تقتضي الشجاعة والحنكة السياسية. فالحوار فرصة، ذا مفهوم جميل جداً. وأفضل تفاوض او حوار هو الذي يقرب بين رؤى المتحاورين تحت قاعدة (وين-وين). أي إتفاق وتراضي الجميع.

اليمن: إسم جميل، بمعنى مجهول؟ مع إحترامي وتقديري الشديدين لأجدادنا اليمنيون منذ ال
قِدَمْ -الله يتقبلهم بواسع رحمته- أرى انهم قد بالغلوا قليلاً بصناعة الأعياد والثوارت الوطنية العديدة، خاصة بما يتعلق بالإنتصارات على المعتد الخارجي! بنفس الوقت اليمن للأسف يفشل في صناعة إنتصار حقيقي على المستوى الداخلي والمحلي.
قد يسأل أحدكم سؤال: كيف سيكون اليمن اليوم، فيما لو لم تقم ثورتي 26سبتمبر في الشمال، و14 أكتوبر في الجنوب؟؟ لا أستغرب ان كثير من الإجابات ربما قد تعطي تفاؤل أفضل من حالة اليمن اليوم!! هنا نكتشف يقيناً ان هناك أشياء كثيرة حدثت بالخطأ. وتم إحتسابها بالخطأ. ولا أُخفي عليكم أن الوحدة اليمنية 990م ربما كانت من الحسابات الخطأ.
أنا أردت ان اوصل القارئ الكريم إلى هذه النقطة، وهي أن اليمنيين إلى اليوم غير مستعدين حقيقة لإجراء حوار يحمل الشفافية المصداقية. كما أسلفت هناك أمور تمشي بالإتجاه الخطأ، ونحن اليمنيون نعمل حواراتنا وحساباتنا بنفس الإتجاه. ضانين اننا نمشي في الإتجاه الصحيح.
أنا أشجع الحورا، ولكـــــــــــــــــــني لا أرغبهُ للجنوب! في مشاركة هذا الحوار. لماذا؟ لان الحوار اليمني كما يسمونه، هو ناتج عن عمل يدعمه الوهم والخديعة. ويزينه الشيطان الخارجي لمآربه الخاصة في بقا اليمن كما هو عليه. وإيهامهم أنهم على الطريق السوي.
يريدوننا في اليمن أن نبني اليمن الحديث والمتمدن على التراب. ويزينون لنا هذا بمبادراتهم ووساويسهم المختلفة. ونحن دائما في اليمن نمتلك طبع الغبى حالياً في تعجيل الامور ومغالطة النفس بالباطل وكاننا نجري وراء السراب تماماً.
في اليمــــــــــن لا توجد قاعدة، او قواعد حقيقية سواء في الشمال او الجنوب. قواعد مبنية على الشفافية والمصداقية وحب الدين والوطن. القواعد الحالية إما إشتراكية، أو فاسدة، وبربرية قبيلية، وبطون وجيوب لا يشبعها إلا التراب، إضافة إلى الى البداوة المستفحلة. على هذا يريدون أن يبنوا حوارهم المنشود!!
الحوار أيضاً في وجهة نظري فاشل 100%. لانه مبني أيضاً على ثورة فاشلة. كانت ناجحة، كانت ناراً قوية تكتسح نظام صنعاء الفاسد، سرعان ما ارسلت دول الخليج عربات الإطفاء والتدخل المدني ساعد أيضاً على إخمادها وإفشالها تماماً. الحزب والنظام بقيادة الزعيم المخلوع وصلت مقاعده في الحوار إلى اكثر من 100 مقعد وما زال غير مقتنع!!

أيضاً الثورة في الشمال فقد كشفت كثير من اوراق عصابة صنعاء. بإعترافاتهم المسجلة ..خاصة بما يتعلق بجرائم حرب صيف 1994م على الجنوب، وجرائم حروب صعدة، والفساد المالي في جميع مؤسسات الدولة.... أمور يقشعر منها البدن. إلى اليوم هذه العصابة إجمالاً لا زالت تسيطر على الحكم في اليمن. فمع من يمكن أن نتحاور ولاجل من؟؟؟

أيضا قبل الختام.. أود تذكيركم بكلمة الاحمريين بزعامة صادق الاحمر، وهو يدعوا في شريطه المسجل في إحدى الندوات إلى تعزيز تواجد القبيلة في اليمن... أياً كان قصده... هذا هو اليمن المدني الحديث الذي ضل يتشدق به مع بقية العصابة طوال ثورة 2011 الفاشلة على حساب اوراح الشهداء الابطال الذين حاولوا بصدق تغيير الوضع في اليمن.

أخيراً رسالتي إلى الجميع.... أننا لسنا بحاجة إلى إجراء حوار... لا لسنا بحاجة.... إننا بحاجة إلى ثـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــورة جديـــــــــــــــــــــــــــدة في جميع ربوع الوطن. ثورة 2013م.

مشكور أ.بجاش. أعتبر هذا تعليق إضافي على الفقرة الأولى من الموضوع. يا ليتك تكمل قراءت الموضوع. ونرحب بوجهة نظرك للوضع الداخلي في اليمن، وما مدى نجاح الحوار الوطني في ضل التحديات الحالية والماضية؟؟!!

جميل جداًُ. منذ 1994م العصابة نفسها التي خربت مشروع الوحدة (في الشمال والجنوب) هي نفسها او معضمها من سيقعدون على طاولت الحوار!! هذا ما اردت ان اوصل لكم في الموضوع. أنه لا توجد قاعدة صادقة (كما تريد انت) للحوار. كلنا مع الحوار! لكن لا توجد ثوابت ونوايا حقيقية للحوار من قبل جميع الأطراف. لذا نرى أن موضوع الحوار فاشل من بدايته ما دامت اليمن تحت حكم من أفسدوا الوحــــــدة!!