جاري تحميل محرك البحث

اهلاً وسهلاً بك في مجلس الخلاقي!
لكي تتمكن من المشاركه يجب بان تكون عضو معنا تسجيل الدخول بإستخدام الفيسبوك

تـسـجـيـل الـدخـول

|| للتسجيل معنا

الأخبار المحلية اليمن وخطر التشطير عبدالباري عطوان

موضوع في 'المجلس السياسي' بواسطة ابو فلاح, مايو 19, 2009.

    • :: العضويه الذهبيه ::

    ابو فلاح

    • المستوى: 6
    تاريخ الإنضمام:
    ديسمبر 9, 2007
    عدد المشاركات:
    2,826
    عدد المعجبين:
    113
    الوظيفة:
    موظف
    مكان الإقامة:
    وطني
    في مثل هذه الأيام، وقبل تسع سنوات، قمتبزيارة الى صنعاء لحضور احتفالات الذكرى العاشرة للوحدة اليمنية، فقد كنت، وما زلت،من أكثر المؤيدين، بل والمتحمسين، لكل المشاريع الوحدوية العربية، والمحرضين علىضرورة استعادة هذه الأمة لمكانتها التي تستحق بين الأمم، وانهاء حالة التشرذموالانهيار التي تعيشها حاليا في ظل أنظمة وحكومات رهنت مقدراتها وقراراتها في أيديقوى خارجية، واستعمارية على وجه التحديد.


    اعترف أنني أشعر بالقلق الشديد، ليس فقطعلى مستقبل الوحدة اليمنية التي شكلت بارقة أمل أثلجت صدر الكثيرين، وانما على مصيراليمن نفسه، لأنه لا يواجه خطر التشطير فقط، وانما التحول الى دولة فاشلة، على غرارما حدث ويحدث في الصومال، وأفغانستان، والعراق.


    فالوحدة اليمنية حتى تستمر لا بد منتحقيق شرطين أساسيين، الاول الديمقراطية وما يتفرع عنها من حريات وتوسيع دائرةالمشاركة في الحكم من خلال تعددية سياسية وقضاء مستقل، والثاني المساواة بين ابناءالشطرين، والحيلولة دون سيطرة الشمال المنتصر على الجنوب المهزوم اثناء حربالانفصال الاولى. ومن المؤسف أن هذين الشرطين، الى جانب شروط اخرى، غير موجودينبالشكل المطلوب في الوقت الراهن.


    الاضطرابات السياسية والاجتماعية التيوقعت في بعض محافظات الجنوب اليمني، وانعكست على شكل صدامات بين قوات الأمن والجيشمن ناحية وبعض المتظاهرين من ناحية أخرى، جاءت بمثابة أقوى جرس انذار لحكومة صنعاءالمركزية، وبداية انفجار بركان الاحتقان المتراكم على مدى العشرين عاماالماضية.


    مطالب المحتجين في الجنوب عادلة دون أدنىشك، فهناك غبن وتمييز في الوظائف، وميزانيات التنمية، ومظالم عديدة أخرى من أوضاعاقتصادية متدهورة، وقد تقدم الحكومة مثل جميع الحكومات الأخرى، احصاءات وبياناتتحاول اثبات العكس، ولكن الوقائع على الأرض لا تكذب.


    الحكومة اليمنية تتحدث عن المساواة،وتنفي أي تميز للشمال على حساب الجنوب، وهذا صحيح، ولكن في حالة واحدة وهي المساواةفي الفقر والمعاناة وانعدام الوظائف، والشكوى من الفساد، ونهب حيتان النظام ثرواتالبلاد وتوظيفها على شكل امبراطوريات ضخمة تتصرف كما لو انها فوق القانون، ودولةداخل الدولة.


    المظالم ليست مقتصرة على أبناء الجنوبفقط، وإنما على جميع ابناء الشعب اليمني دون تمييز، والاستثناء الوحيد هو لفئة رجالالأعمال الملتفة حول النظام، ومعظمهم من أهل الحكم، أو المجموعات القبلية الملتفةحولهم.


    الرئيس اليمني علي عبد الله صالح جدد يومأمس تحذيره من تشطير اليمن، والعودة به الى مرحلة ما قبل الوحدة، مشددا على أنه لنيسمح لأية مشاريع تستهدف الوحدة أن ترى النور، وذلك اثناء لقائه بوجهاء قبليين منمنطقة يافع جنوب اليمن، ولكنه لم يقل كيف سيواجه هذه المشاريع، وما هي خطط العملالتي سيتبعها في هذا الخصوص.


    السلطات اليمنية استخدمت القمع واطلاقالجيش للتصدي للمظاهرات، كما اغلقت صحفا، وحاصرت أخرى، واعتقلت صحافيين وكتابا،ولكن هذه الاساليب ربما تعطي نتائج عكسية تماما، من حيث صب مزيد من الزيت على نارالاضطرابات. فإذا كانت قد نجحت في بعض الدول، فهو نجاح مؤقت، مضافا الى ذلك ان مايصلح لهذه الدولة لا يصلح لليمن بسبب اختلاف ظروفه، وتعقيد نسيجه الاجتماعيوالمذهبي، ووجود قوى خارجية بعضها اقليمي، وبعضها الآخر دولي تتدخل لاشعال نارالفتن، وتشجيع محاولات الانفصال.


    اليمن مستهدف، ففي شماله هناك تمردالحوثيين الذي يهدأ فترة ليعود للاشتعال من جديد، وفي جنوبه هناك عملية تجميعمتسارعة للجماعات والعناصر الانفصالية، ولعل الاستهداف الاخطر هو القادم من قبلتنظيم \\\'القاعدة\\\' المتشدد.


    أذكر انني سألت الشيخ أسامة بن لادنعندما التقيته في كهفه في جبال تورا بورا المطلة على جلال آباد في افغانستان، ذاتشتاء قارس، عما سيفعل اذا ما اضطرته الظروف لمغادرة افغانستان كرها \\\'مثلما جرىابعاده من السودان (كان عائدا لتوه من الخرطوم)؟ فقال لي دون تردد: \\\'الىاليمن\\\' فجباله أكثر عطفا علي من أي مكان آخر في العالم.


    في الاسبوع الماضي ازدحمت بعض مواقعالانترنت بشريط صوتي للسيد أبو بصير ناصر الوحيشي زعيم تنظيم \\\'القاعدة\\\' فيالجزيرة العربية، أكد فيه مساندة التنظيم لأبناء جنوب اليمن في تمردهم على النظام،وتبنيه لمطالبهم في العدالة والمساواة وانهاء عمليات القمع التي يتعرضونلها.


    هذا الشريط لا يجب أن يكون مصدر قلقللرئيس علي عبدالله صالح وأركان حكمه فقط، وانما ايضا لمختلف حلفائه في الرياضوباقي عواصم دول الخليج أيضا، لأن فتح فرع جديد لتنظيم القاعدة في اليمن يعنيتهديدا مباشرا لكل هذه الدول دون استثناء.


    ومن المفارقة ان معظم دول الخليج، وخاصةالمملكة العربية السعودية سارعت للتأكيد على حرصها على الوحدة اليمنية وصلابتها،ودعمها لحكومة اليمن، بعد صدور شريط القاعدة هذا بدقائق معدودة، والشيء نفسه فعلتهالولايات المتحدة الامريكية.


    فالدول الخليجية تدرك جيداً ان زعيمتنظيم القاعدة هو الاكثر شعبية في اليمن، شماله وجنوبه، ليس بسبب اصوله اليمنيةفقط، وانما لانه يمثل التمرد على الفساد، والفقر، والهيمنة الغربية على مقدراتالأمة الاسلامية في نظر معظم هؤلاء، وانهيار اليمن وتحوله الى دولة فاشلة يعنيتحوله الى منصة لاطلاق العديد من الخلايا تجاهها بسياراتهم المفخخة، وخبراتهم التيكونوها اثناء سنوات القتال في افغانستان والعراق وشمال افريقيا.


    اليمن غابة سلاح، وتنظيم \\\'القاعدة\\\' لا يحتاج الى تهريب متفجراته وقنابله وصواريخه الى هذا البلد، كما ان طبيعتهالجبلية الوعرة هي الاقرب لطبيعة افغانستان، مضافاً الى ذلك ان الانسان اليمني الذييعتبر الاشجع من بين اقرانه العرب، وربما الاكثر تديناً يجد في تنظيم \\\'القاعدة\\\' الملاذ للهروب من حالة الاحباط والفقر التي يعيشها، وهذا ما يفسروجود نسبة كبيرة من اليمنيين اعضاء في هذا التنظيم، ويتولون اماكن بارزة فيقيادته.


    الدول الخليجية اخطأت مرتين في حق اليمن،الاولى عندما تعاملت معه بطريقة ثأرية انتقامية طوال السنوات الماضية بسبب اتهامهبمساندة النظام العراقي أثناء غزو قواته للكويت، والثانية عندما وضعت والعقبات أمامانضمامه لمجلس التعاون الخليجي، وأقفلت الابواب امام توظيف مئات الآلاف من العاطلينمن ابنائه، واحجمت عن توظيف مئات المليارات من عائداتها النفطية الضخمة في مشاريعتنمية واستثمار على ارضه، وربما تدفع ثمناً غالياً بسبب هذين الخطأين اذا ما انهارالنظام بسبب الضغوط الشعبية في الشمال والجنوب معاً. فمن العار ان يحتل اليمن مكانةبارزة في الدول العشرين الاكثر فقراً في العالم وجواره الخليجي لا يعرف كيف يتصرفبآلاف المليارات التي تزدحم بها خزائنه وصناديقه الاستثمارية السيادية.


    مرحلة التشطير السابقة التي سبقت الوحدةلم تكن وردية، وانما مليئة بالصدامات والحروب والانقلابات، ولذلك فالحنين اليها ليسظاهرة صحية، كما ان استمرار الظلم والفساد تحت مسمى الحفاظ على الوحدة ليس الخيارالافضل، ولا بد من تحرك سريع يقوم على اساس حوارات ومصارحات لاخراج البلاد منالمصير المشؤوم الذي ينتظرها.


    لا نملك وصفة سحرية للخروج من هذاالمأزق، ولكن ما يمكن قوله هو ان اليمن بحاجة الى تحرك سريع من قبل نظامه وجيرانهفي الوقت نفسه، من خلال برنامج \\\'انقاذ\\\' شامل، يقوم على اساس القضاء علىالفساد بطرق عملية وجذرية، وتوسيع دائرة الحكم، والعودة الى الصيغة الديمقراطيةالتي تجلت في مرحلة ما بعد الوحدة، وضخ عشرات المليارات من الاستثمارات لخلقالوظائف والقضاء على الفقر، شريطة ان لا تكون مرتبطة بأي \\\'مِنَّة\\\' وانماالاعتراف بأنها حاجة ومصلحة خليجية قبل ان تكون مصلحة يمنية، واستيعاب المزيد منالعمالة اليمنية في اسواق العمل الخليجية.


    الرسول الكريم (ص) قال \\\'جاءكم اهلاليمن. هم ارق قلوباً، وألين افئدة. الايمان يمان. والحكمة يمانية\\\'، ما احوجناالى هذه الحكمة والى هذا الايمان في هذه الايام العصيبة.
    • :: العضويه الذهبيه ::

    توفيق القاضي

    • المستوى: 7
    تاريخ الإنضمام:
    ديسمبر 5, 2007
    عدد المشاركات:
    6,536
    عدد المعجبين:
    65
    الوظيفة:
    موضف بــ الجوالات
    مكان الإقامة:
    k_s_a
    رد: اليمن وخطر التشطير عبدالباري عطوان

    كلام في الصميم وفي محله من المفكر السياسي المخضرم عبدالباري عطوان

    مشكورر ابوفلاح ع النقل ودمت بالف خير

انشر هذه الصفحة