جاري تحميل محرك البحث

اهلاً وسهلاً بك في مجلس الخلاقي!
لكي تتمكن من المشاركه يجب بان تكون عضو معنا تسجيل الدخول بإستخدام الفيسبوك

تـسـجـيـل الـدخـول

|| للتسجيل معنا

فضائل أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم ..

موضوع في 'المجلس الاسلامي' بواسطة khalid64, يناير 3, 2008.

    • :: الأعضاء ::

    khalid64

    • المستوى: 2
    تاريخ الإنضمام:
    نوفمبر 8, 2007
    عدد المشاركات:
    135
    عدد المعجبين:
    4
    الوظيفة:
    خاص جداً
    مكان الإقامة:
    قطر
    روي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: ((لما خلق الله محمداً قال: أنت صفيي وأنت حبيبي وخير خلقي، أمتك خير أمة أخرجت للناس)).[5]



    وعنه أيضاً رضي الله عنه قال: ((إن الله تعالى بعث جبرئيل إلى النبي أن بشر أمتك بالزين والسناء والرفعة والكرامة والنصر والتمكين في الأرض)).[6]



    وقال صلى الله عليه وآله وسلم: ((يدخل من أمتي سبعون ألفاً الجنة بغير حساب. وفي بعض الروايات: ومع كل واحد سبعون ألفا)).[7]



    وقال صلى الله عليه وآله وسلم: ((أنا أكثر النبيين تبعاً يوم القيامة)).[8]



    وروى القوم عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((أهل الجنة عشرون ومائة صف، هذه الأمة ثمانون صفاً. وفي رواية: عشرون ومائة ألف صف، ثمانون ألف صف أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وأربعون ألف صف من سائر الأمم)).[9]



    وقال رضوان خازن الجنة: ((إن الله قسم الجنة لأمة محمد أثلاثاً، فثلث يدخلون الجنة بغير حساب، وثلث يحاسبون حساباً يسيراً، وثلث تشفع لهم فتشفع فيهم)).[10]



    وقال صلى الله عليه وآله وسلم: ((مثل أمتي كالمطر، يجعل الله تعالى في أوله خيرا، وفي آخره خيرا)).[11]



    وقال صلى الله عليه وآله وسلم: ((أمتي أمة مباركة)).[12]



    وكان يقول صلى الله عليه وآله وسلم: ((حبي خالط دماء أمتي، فهم يؤثروني على الآباء وعلى الأمهات وعلى أنفسهم)).[13]



    وقال صلى الله عليه وآله وسلم: ((ما أعطيت أمة من اليقين أفضل مما أعطيت أمتي)).[14]



    وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ((لي فضل على النبيين، فما من نبي إلا دعا على قومه بدعوة وأنا أخرت دعوتي لأمتي لأشفع لهم يوم القيامة)).[15]



    والروايات في الباب كثيرة وفيما ذكرناه كفاية.



    وقد كان لإظهار الله عز وجل لفضل ومنزلة هذه الأمة سبب في أن يتمنى الأنبياء والرسل عليهم السلام أن يكونوا أمتهم أو أن يكونوا منهم، فعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: ((إن الله تعالى جلَّ ثناؤه أرى إبراهيم صورة محمد وأمته، فقال: يا رب، ما رأيت من أمم الأنبياء أنور ولا أزهر من هذه الأمة فمن هذا؟ فنودي هذا محمد)).[16]



    وهذا موسى عليه السلام يخبره ربه عز وجل: ((إن فضل أمة محمد على جميع الأمم كفضله -وفي بعض المصادر: كفضلي- على جميع خلقي. فقال موسى: ((يا رب، ليتني كنت أراهم، فأوحى الله عز وجل إليه: يا موسى، إنك لن تراهم، فليس هذا أوان ظهورهم، ولكن سوف تراهم في الجنات -جنات عدن والفردوس- بحضرة محمد، في نعيمها يتقلبون، وفي خيراتها يتبحبحون)).[17]



    ولما سأله أن يكون منهم أبى الله عز وجل عليه ذلك. فعن الرضا رحمه الله قال: إن موسى عليه السلام سأل ربه عز وجل: ((يا رب، اجعلني من أمة محمد. فأوحى الله تعالى إليه: يا موسى، إنك لا تصل إلى ذلك)).[18]



    وفي رواية: ((يا رب، إني أجد في الألواح أمة هي خير أمة أخرجت للناس يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر فاجعلهم أمتي، قال: تلك أمة أحمد، قال: رب إني أجد في الألواح أمة هم الآخرون في الخلق السابقون في دخول الجنة فاجعلهم أمتي. قال: تلك أمة أحمد، قال: رب إني أجد في الألواح أمة يؤمنون بالكتاب الأول والكتاب الآخر ويقاتلون الأعور الكذاب فاجعلهم أمتي. قال: تلك أمة أحمد، قال: رب إني أجد في الألواح أمة إذا همَّ أحدهم بحسنة ثم لم يعملها كتبت لـه حسنة، وإن عملها كتبت لـه عشر أمثالها، وإن همَّ بسيئة ولم يعملها لم تكتب، وإن عملها كتبت عليه سيئة واحدة فاجعلهم أمتي. قال: تلك أمة أحمد، قال: رب إني أجد في الألواح أمة هم السابقون وهم المشفوع لهم فاجعلهم أمتي. قال: تلك أمة أحمد، قال موسى عليه السلام: رب اجعلني من أمة أحمد))
    [19]



    وفي رواية عن الرضا عليه السلام في حديث مناجاة موسى قال: ((يا رب فإن كان محمد وأصحابه كما وصفت فهل في أمم الأنبياء أفضل عندك من أمتي ؟ ظللت عليهم الغمام، وأنزلت عليهم المن والسلوى، وفلقت لهم البحر. فقال الله جل جلاله: يا موسى أما علمت أن فضل أمة محمد على جميع الأمم كفضله على جميع خلقي)).[20]



    وهذا عيسى عليه السلام سأل ربه عن عين طوبى في الجنة؟ فقال لـه: ((حرام يا عيسى على الأمم أن يشربوا منها حتى يشرب منها أمة ذلك النبي. وفي رواية: وتلك الجنة محرمة على الأمم حتى يدخلها أمة ذلك النبي)).[21]



    وهذا إلياس عليه السلام كان يدعوا ويقول: ((اللهم اجعلني من الأمة المرحومة المغفورة)).[22]



    وعندما يمر الأنبياء على فقراء أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم يقولون: ((هؤلاء من الملائكة، وتقول الملائكة: هؤلاء من الأنبياء، فيقولون: نحن لا ملائكة ولا أنبياء، بل نفر من فقراء أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم، فيقولون: بم نلتم هذه الكرامة؟ فيقولون: لم يكن أعمالنا شديداً، ولم نصم الدهر، ولم نقم الليل، ولكن أقمنا الصلوات الخمس، وإذا سمعنا ذكر محمد صلى الله عليه وآله وسلم فاضت دموعنا على خدودنا)).[23]



    حتى الأبالسة لم يخف عليهم منزلة هذه الأمة، فهاهم يقولون لإبليس: ((إن هذه أمة مرحومة معصومة، ومالنا ولا لك عليهم سبيل)).[24]



    وذلك لقول الله عز وجل بأنهم أمة مرحومة، وقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: ((إن أمتي أمة مرحومة)).[25]



    فلا غرابة إذاً أن نرى الملائكة يوم القيامة يدعون ربهم أن يسلم هذه الأمة وييسر عليهم الحساب
    فقد روى القوم أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما نعي إليه نفسه قال وسألته الزهراء رضي الله عنها: ((أين ألقاك؟ قال: عند الصراط، جبرئيل عن يميني، وميكائيل عن يساري، والملائكة من خلفي وقدامي ينادون: رب سلم أمة محمد من النار ويسر عليهم الحساب)).[26]



    وقد أعطى الله سبحانه وتعالى هذه الأمة مرتبة الخليل، ومرتبة الكليم، ومرتبة الحبيب:



    فأما مرتبة الخليل فإن إبراهيم عليه السلام سأل ربه خمس حاجات فأعطاها إياه بسؤاله
    وأعطى ذلك هذه الأمة بلا سؤال:



    الأول: سأل الخليل المغفرة بالتعريض، فقال: وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ [الشعراء:82]، وأعطى هذه الأمة بلا سؤال، فقال: قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [الزمر:53]



    والثاني: سأل الخليل، فقال: وَلا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ [الشعراء:87]، وقال لهذه الأمة: يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ [التحريم:8]



    والثالث: سأل الخليل الوراثة، فقال: وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ [الشعراء:85]، وقال لهذه الأمة: أُوْلَئِكَ هُمْ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ [المؤمنون:10-11]



    والرابع: سأل الخليل القبول، فقال: رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا [البقرة:127]، وقال لهذه الأمة: وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ [الشورى:25]



    والخامس: سأل الخليل الأعقاب، فقال: رَبِّ هَبْ لِي مِنْ الصَّالِحِينَ [الصافات:100] وقال لهذه الأمة: وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ الأَرْضِ [الأنعام:165]



    ثم أعطى الخليل ست مراتب بلا سؤال، وأعطى هذه الأمة جميع ذلك بلا سؤال:

    الأول: قال للخليل: مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلا نَصْرَانِيّاً وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفاً مُسْلِماً [آل عمران:67]، وقال لهذه الأمة: هُوَ سَمَّاكُمْ الْمُسْلِمينَ [الحج:78]

    والثاني: قال للخليل: قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ [الأنبياء:69]، وقال لهذه الأمة: وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنْ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا [آل عمران:103]



    والثالث: قال للخليل: فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ [الصافات:101]، وقال لهذه الأمة: وَبَشِّرْ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنْ اللَّهِ فَضْلاً كَبِيراً [الأحزاب:47]



    والرابع: قال للخليل: سَلامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ [الصافات:109]، وقال لهذه الأمة: قُلْ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى [النمل:59]



    والخامس: قال للخليل: وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إبْرَاهِيمَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ [ص:45]، وقال لأمة الحبيب: وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ [الفرقان:63]



    والسادس: قال للخليل: شَاكِراً لأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ [النحل:121]، وقال لهذه الأمة: هُوَ اجْتَبَاكُمْ [الحج:
    (78)



    وأما مرتبة الكليم فإن الله تعالى أعطى الكليم عشر مراتب، وأعطى أمة محمد عشر أمثالها:



    الأول: قال للكليم: وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ [الشعراء:65]، وقال لأمة محمد: كَذَلِكَ حَقّاً عَلَيْنَا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ [يونس:103]



    والثاني: أعطى الكليم النصرة فقال: إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى [طه:46]، وقال لأمة محمد: إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ [النحل:128]



    والثالث: القربة، قال: وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيّاً [مريم:52]، وقال لهذه الأمة: وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ [الواقعة:85]



    والرابع: المنة، قال تعالى: وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ [الصافات:114]، وقال لهذه الأمة: بلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ [الحجرات:17]



    والخامس: الأمن والرفعة، فقال: قُلْنَا لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الأَعْلَى [طه:68]، وقال لهذه الأمة: وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمْ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ [آل عمران:139]



    والسادس: المعرفة والشرح في الصدر، قال الكليم: رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي [طه:25]، فأعطاه ذلك بقوله: قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى [طه:36]، وقال لأمة محمد: أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ [الزمر:22]



    والسابع: التيسير، قال: وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي [طه:26]، وقال لهذه الأمة: يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمْ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمْ الْعُسْرَ [البقرة:185]



    والثامن: الإجابة، قال تعالى: قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا [يونس:89]، وقال لهذه الأمة: وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ [الشورى:26]



    والتاسع: المغفرة، قال الكليم: فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [القصص:16]، وقال لأمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم: يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ [إبراهيم:10]



    والعاشر: النجاح، قال: قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى [طه:36]، وقال لهذه الأمة: وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ [إبراهيم:34]، وفي ضمنها وما لم تسألوه كقوله: سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ [فصلت:10] أي: لمن سأل ولمن لم يسأل



    وأما مرتبة الحبيب فإن الله سبحانه أعطى حبيبه صلى الله عليه وآله وسلم تسع مراتب، وأعطى أمته مثلها تسعاً:



    الأول: التوبة، قال للحبيب: لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ [التوبة:117]. وقال لأمته: وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ [النساء:27]، وقال: ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا [التوبة:118]



    والثاني: المغفرة، قال تعالى: لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ [الفتح:2]، وقال لأمته: إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً [الزمر:53]



    والثالث: النعمة، قال لـه: وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ [الفتح:2]، وقال لأمته: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي [المائدة:3]



    والرابع: النصرة، قال تعالى: وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْراً عَزِيزاً [الفتح:3]، وقال لأمته: وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ [الروم:47]



    والخامس: الصلوات، قال له: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ [الأحزاب:56]، وقال لأمته: هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ [الأحزاب:43]



    والسادس: الصفوة، قال للحبيب: اللَّهُ يَصْطَفِي مِنْ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً وَمِنْ النَّاسِ [الحج:75] يعني: محمداً صلى الله عليه وآله وسلم، وقال لأمته: ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا [فاطر:32]



    والسابع: الهداية، قال للحبيب: وَيَهْدِيَكَ صِرَاطاً مُسْتَقِيماً [الفتح:2]، وقال لأمته: وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ [الحج:54]



    والثامن: السلام، قال للحبيب في ليلة المعراج: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته وقال لأمته: وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ [الأنعام:54]



    والتاسع: الرضا، قال للحبيب: وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى [الضحى:5]، وقال لأمته: لَيُدْخِلَنَّهُمْ مُدْخَلاً يَرْضَوْنَهُ [الحج:59]، يعني: الجنة



    وعن الصادق، عن أبيه قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: مما أعطى الله به أمتي وفضلهم به على سائر الأمم ثلاث خصال لم يعطها إلا نبي، وذلك أن الله تبارك وتعالى كان إذا بعث نبياً قال لـه: اجتهد في دينك ولا حرج عليك، وإن الله تبارك وتعالى أعطى ذلك لأمتي، حيث يقول: وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ [الحج:78]، يقول: من ضيق



    وكان إذا بعث نبياً قال لـه: إذا أحزنك أمر تكرهه فادعني أستجب لك، وإن الله أعطى أمتي ذلك، حيث يقول: ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [غافر:60]



    وكان إذا بعث نبياً جعله شهيداً على قومه، وإن الله تبارك وتعالى جعل أمتي شهداء على الخلق، حيث يقول: لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ [الحج:78][27]



    ومن رحمة الله سبحانه على هذه الأمة وتخصيصه إياهم دون الأمم ما خص به شريعتهم من التخفيف والتيسير، فقال سبحانه: يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ [النساء:28]. وقال: مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ [المائدة:6]. وقال: وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ [الحج:78]. وقال: يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمْ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمْ الْعُسْرَ [البقرة:185]. وقال: وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ [الأعراف:157] وغيرها من الآيات



    وكان مما أنعم الله تعالى على هذه الأمة أن الأمم الماضية كانوا إذا أصابهم بول أو غائط أو شيء من النجاسات كان تكليفهم قطعه وإبانته من أجسادهم، وخفف عن هذه الأمة بأن جعل الماء طهوراً لما يصيب أبدانهم وأثوابهم، قال الله تعالى: وَأَنزَلْنَا مِنْ السَّمَاءِ مَاءً طَهُوراً [الفرقان:48]



    ومنها: أنهم كانوا يعتزلون النساء في حال الحيض، فلم يكونوا يؤاكلونهن ولا يجالسونهن، وما أصاب الحائض من الثياب والفرش والأواني وغير ذلك نجس، حتى لا يجوز الانتفاع به، وأباح لنا جميع ذلك إلا المجامعة



    ومنها: أن صلاتهم كانت خمسين، وصلاتنا خمس، وفيها ثواب الخمسين، وزكاتهم ربع المال، وزكاتنا ربع العشر، وثوابه ربع المال



    ومنها: أنهم كانوا إذا فرغوا من الطعام ليلة صيامهم حرم عليهم الطعام والشراب والجماع إلى مثلها من الغد، وأحل الله لنا التسحر والوطء في ليالي الصوم، فقال: وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمْ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنْ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنْ الْفَجْرِ [البقرة:187] يعني: بياض النهار من سواد الليل، وقال: أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ [البقرة:187]، يعني: الجماع



    ومنها: كانت الأمم السالفة تجعل قربانها على أعناقها إلى بيت المقدس، فمن قبل ذلك منه أرسلت عليه نار فأكلته، ومن لم يقبل منه رجع مثبوراً، وقد جعل الله قربان أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم في بطون فقرائها ومساكينها، فمن قبل ذلك منه ضعف لـه أضعافاً مضاعفة، ومن لم يقبل منه رفعت عنه به من عقوبات الدنيا



    ومنها: أن الله تعالى كتب عليهم القصاص في التوراة والدية في القتل والجراح ولم يرخص لهم في العفو وأخذ الدية، ولم يفرق بين الخطأ والعمد في وجوب القصاص، فقال: وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ [المائدة:45]، ثم خفف عنا في ذلك فخير بين القصاص والدية والعفو، وفرق بين الخطأ والعمد، فقال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى [البقرة:178] إلى قوله: فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ [البقرة:178]



    ومن ذلك: تخفيف الله عنهم في أمر التوبة، فقال لبني إسرائيل: وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمْ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ [البقرة:54]، فكانت توبتهم أن يقتل بعضهم بعضاً، الأب ابنه، والابن أباه، والأخ أخاه، والأم ولدها، ومن فر من القتل أو دفع عن نفسه أو اتقى السيف بيده أو ترحم على ذي رحمة لم تقبل توبته، ثم أمرهم الله بالكف عن القتل بعد أن قتلوا سبعين ألفاً في مكان واحد، فهذه توبتهم



    وجعل توبتنا: الاستغفار باللسان، والندم بالجنان، وترك العود بالأبدان، فقال عز وجل: وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ [آل عمران:135]، وقال: أَفَلا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ [المائدة:74]، وقال: أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ [الحديد:16]



    ومن الأمم السالفة من ينظر إلى امرأة بريبة يؤمر بقلع العين لتقبل عنه التوبة، وكفارتنا فيه غض البصر، والتوبة بالقلب، والعزم على ترك العودة إليه



    وكان منهم من يلاقي بدنه امرأة حراماً، فيكون التوبة منه إبانة ذلك العضو من نفسه، وتوبتنا فيه الندم وترك العود إليه



    ومن يرتكب منهم الخطيئة في خفية وخلوة يخرج وخطيئته مصورة على باب داره: ألا إن فلان بن فلان ارتكب البارحة خطيئة كذا وكذا، وكان ينادى عليه من السماء بذلك فيفتضح وينتهك ستره، ومن يرتكب منا الخطيئة ويخفيها عن الأبصار فيطلع عليه ربه، يقول للملائكة: عبدي قد ستر منا الخطيئة ويخفيها عن الأبصار، فيطلع عليه ربه، فيقول للملائكة: عبدي قد ستر ذنبه عن أبناء جنسه لقلة ثقته بهم، والتجأ إلي لعله تتبعه رحمتي، اشهدوا أني قد غفرتها لـه لثقته برحمتي، فإذا كان يوم القيامة وأوقف للعرض والحساب يقول: عبدي أنا الذي سترتها عليك في الدنيا، وأنا الذي أسترها عليك اليوم



    ومما فضل الله به هذه الأمة أن قيض لهم الأكرمين من الملائكة يستغفرون لهم ويسترحمون لهم من الرحمة، فقال سبحانه: الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا [غافر:7]، قال صلى الله عليه وآله وسلم: المؤمنون شهداء في الأرض، وما رأوه حسناً فهو عند الله حسن، وما رأوه قبيحاً فهو عند الله قبيح



    وقال صلى الله عليه وآله وسلم: ((يا ليتني قد لقيت إخواني، فقيل: يا رسول الله، أولسنا إخوانك آمنا بك وهاجرنا معك واتبعناك ونصرناك؟ قال: بلى، ولكن إخواني الذين يأتون من بعدكم، يؤمنون بي كإيمانكم، ويحبوني كحبكم، وينصروني كنصركم، ويصدقوني كتصديقكم، يا ليتني قد لقيت إخواني)).[28]



    وعن الإمام موسى بن جعفر رحمهما الله قال: ((حدثني أبي جعفر، عن أبيه، قال: حدثني أبي علي، قال: حدثني أبي الحسين بن علي ابن أبي طالب عليه السلام قال: بينما أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جلوس في مسجده بعد وفاته عليه السلام يتذاكرون فضل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذ دخل علينا حبر من أحبار يهود أهل الشام قد قرأ التوراة والإنجيل والزبور، وصحف إبراهيم والأنبياء، وعرف دلائلهم، فسلم علينا وجلس - فسألهم عن فضائل أمة محمد - فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: قال تعالى: " لِّلَّهِ ما فِي السَّمَاواتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللّهُ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [البقرة : 284] "كانت هذه الآية قد عرضت على سائر الأمم من لدن آدم إلى أن بعث محمد صلى الله عليه وآله وسلم فأبوا جميعا أن يقبلوها من ثقلها، وقبلها محمد، فلما رأى الله عز وجل منه ومن أمته القبول خفف عنه ثقلها، فقال الله عز وجل: " آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ [البقرة : 285] " ثم إن الله عز وجل تكرم على محمد، وأشفق على أمته من تشديد الآية التي قبلها هو وأمته فأجاب عن نفسه وأمته فقال: " وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ " فقال الله عز وجل: لهم المغفرة والجنة إذا فعلوا ذلك، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: " وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ " يعني المرجع في الآخرة، فأجابه قد فعلت بتائبي أمتك قد أوجبت لهم المغفرة، ثم قال الله تعالى: أما إذا قبلتها أنت وأمتك وقد كانت عرضت من قبل على الأنبياء والأمم فلم يقبلوها فحق علي أن أرفعها عن أمتك، فقال الله تعالى: " لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ " من خير " وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ " من شر، ثم ألهم الله عز وجل نبيه أن قال: " رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا " فقال الله سبحانه: أعطيتك لكرامتك يا محمد، إن الأمم السالفة كانوا إذا نسوا ما ذكروا فتحت عليهم أبواب عذابي، ورفعت ذلك عن أمتك، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا " يعني بالآصار الشدائد التي كانت على الأمم ممن كان قبل محمد، فقال عز وجل: لقد رفعت عن أمتك الآصار التي كانت على الأمم السالفة، وذلك أني جعلت على الأمم أن لا أقبل فعلا إلا في بقاع الأرض التي اخترتها لهم وإن بعدت، وقد جعلت الأرض لك ولأمتك طهورا ومسجدا، فهذه من الآصار وقد رفعتها عن أمتك، وقد كانت الأمم السالفة تحمل قرابينها على أعناقها إلى بيت المقدس، فمن قبلت ذلك منه أرسلت على قربانه نارا تأكله، وإن لم أقبل ذلك منه رجع به مثبورا، وقد جعلت قربان أمتك في بطون فقرائها ومساكينها، فمن قبلت ذلك منه أضاعف له الثواب أضعافا مضاعفة، وإن لم أقبل ذلك منه رفعت عنه به عقوبات الدنيا، وقد رفعت لك عن أمتك وهي من الآصار التي كانت، وكانت الأمم السالفة مفروضا عليهم صلاتها في كبد الليل وأنصاف النهار، وهي من الشدائد التي كانت، وقد رفعتها عن أمتك، وفرضت عليهم صلاتهم في أطراف الليل والنهار في أوقات نشاطهم، وكانت الأمم السالفة مفروضا عليهم خمسون صلاة في خمسين وقتا، وهي من الآصار التي كانت عليهم، وقد رفعتها عن أمتك، وكانت الأمم السالفة حسنتهم بحسنة واحدة، وسيئتهم بسيئة واحدة، وجعلتك لامتك الحسنة بعشر أمثالها، والسيئة بواحدة، وكانت الأمم السالفة إذا نوى أحدهم حسنة لم تكتب لهم، وإذا هم بالسيئة كتبتها عليهم و إن لم يفعلها، وقد رفعت ذلك عن أمتك، فإذا هم أحدهم بسيئة ولم يعملها لم تكتب عليه، وإذا هم أحدهم بحسنة ولم يعملها كتبت له حسنة، وكانت الأمم السالفة إذا أذنبوا كتبت ذنوبهم على أبوابهم، وجعلت توبتهم من الذنب أن احرم عليهم بعد التوبة أحب الطعام إليهم، وكانت الأمم السالفة يتوب أحدهم من الذنب الواحد المائة سنة، و المأتي سنة، ثم لم أقبل توبته دون أن أعاقبه في الدنيا بعقوبة، وقد رفعت ذلك عن أمتك، وإن الرجل من أمتك ليذنب المائة سنة ثم يتوب ويندم طرفة عين فأغفر له ذلك كله و أقبل توبته، وكانت الأمم السالفة إذا أصابهم إذا نجس قرضوه من أجسادهم، وقد جعلت الماء طهورا لامتك من جميع الأنجاس، والصعيد في الأوقات، وهذه الآصار التي كانت عليهم رفعتها عن أمتك. قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: اللهم إذ قد فعلت ذلك بي فزدني، فألهمه الله سبحانه أن قال: " ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به " قال الله عز وجل: قد فعلت ذلك بأمتك، وقد رفعت عنهم عظيم بلايا الأمم، وذلك حكمي في جميع الأمم أن لا أكلف نفسا فوق طاقتها، قال: " واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا " قال: قال الله تعالى: قد فعلت ذلك بتائبي أمتك، ثم قال: " فانصرنا على القوم الكافرين " قال الله عز وجل: قد فعلت ذلك، وجعلت أمتك يا محمد كالشامة البيضاء في الثور الأسود، هم القادرون، وهم القاهرون، يستخدمون ولا يستخدمون لكرامتك، وحق علي أن اظهر دينك على الأديان حتى لا يبقى في شرق الأرض ولا غربها دين إلا دينك، ويؤدون إلى أهل دينك الجزية وهم صاغرون. . . وأن الله تعالى جل ثناؤه أرى إبراهيم صورة محمد وأمته، فقال: يا رب ما رأيت من أمم الأنبياء أنور ولا أزهر من هذه الأمة، فمن هذا ؟ فنودي هذا محمد حبيبي، لا حبيب لي من خلقي غيره، أجريت ذكره قبل أن أخلق سمائي وأرضي وسميته نبيا وأبوك آدم يومئذ من الطين، وأجريت فيه روحه، قال اليهودي: فأخبرني عما فضل الله به أمته على سائر الأمم، قال عليه السلام: لقد فضل الله أمته صلى الله عليه وآله وسلم على سائر الأمم بأشياء كثيرة أنا أذكر لك منها قليلا من كثير، من ذلك قول الله عز وجل: " كنتم خير أمة أخرجت للناس " ومن ذلك أنه إذا كان يوم القيامة وجمع الله الخلق في صعيد واحد سأله الله عز وجل النبيين هل بلغتم ؟ فيقولون: نعم، فيسأل الأمم فيقولون: ما جاءنا من بشير ولا نذير، فيقول الله جل ثناؤه وهو أعلم بذلك للنبيين: من شهداءكم اليوم ؟ فيقولون: محمد و أمته، فتشد لهم أمة محمد بالتبليغ، وتصدق شهادتهم، وشهادة محمد صلى الله عليه وآله وسلم فيؤمنون عند ذلك، وذلك قوله تعالى: " لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا " يقول:يكون محمد عليكم شهيدا أنكم قد بلغتم الرسالة، ومنها أنهم أول الناس حسابا، وأسرعهم دخولا إلى الجنة قبل سائر الأمم كلها. ومنها أيضاً أن الله عز وجل فرض عليهم في الليل والنهار خمس صلوات في خمسة أوقات: اثنتان بالليل، وثلاث بالنهار، ثم جعل هذه الخمس صلوات تعدل خمسين صلاة، وجعلها كفارة خطاياهم، فقال عز وجل: " إن الحسنات يذهبن السيئات " يقول: صلاة الخمس تكفر الذنوب ما اجتنبت الكبائر. ومنها أيضاً أن الله تعالى جعل لهم الحسنة الواحدة التي يهم بها العبد ولا يعملها حسنة واحدة يكتبها له، فإن عملها كتبت له عشر حسنات وأمثالها إلى سبعمائة ضعف فصاعدا. ومنها أن الله عز وجل يدخل الجنة من أهل هذه الأمة سبعين ألفا بغير حساب، ووجوههم مثل القمر ليلة البدر، والذين يلونهم على أحسن ما يكون الكوكب الدري في أفق السماء، والذين يلونهم على أشد كوكب في السماء إضاءة، ولا اختلاف بينهم ولا تباغض بينهم. ومنها أن القاتل منهم عمدا إن شاء أولياء المقتول أن يعفوا عنه فعلوا، وإن شاءوا قبلوا الدية، وعلى أهل التوراة وهم أهل دينك يقتل القاتل ولا يعفى عنه، ولا تؤخذ منه دية، قال الله عز وجل: " ذلك تخفيف من ربكم ورحمة ". ومنها أن الله عز وجل جعل فاتحة الكتاب نصفها لنفسه، ونصفها لعبده، قال الله تعالى: قسمت بيني وبين عبدي هذه السورة، فإذا قال أحدهم: " الحمد لله " فقد حمدني، وإذا قال: " رب العالمين " فقد عرفني، وإذا قال: " الرحمن الرحيم " فقد مدحني، وإذا قال: " مالك يوم الدين " فقد أثني علي، وإذا قال: " إياك نعبد وإياك نستعين " فقد صدق عبدي في عبادتي بعد ما سألني، وبقية هذه السورة له. ومنها أن الله تعالى بعث جبرائيل عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن بشر أمتك بالزين والسناء والرفعة والكرامة والنصر. ومنها أن الله سبحانه أباحهم صدقاتهم يأكلونها، ويجعلونها في بطون فقرائهم يأكلون منها ويطعمون، وكانت صدقات من قبلهم من الأمم المؤمنين يحملونها إلى مكان قصي فيحرقونها بالنار. ومنها أن الله عز وجل جعل الشفاعة لهم خاصة دون الأمم، والله تعالى يتجاوز عن ذنوبهم العظام لشفاعة نبيهم صلى الله عليه وآله وسلم. ومنها أن يقال يوم القيامة: ليتقدم الحامدون، فتقدم أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم قبل الأمم، وهو مكتوب أمة محمد الحامدون، يحمدون الله عز وجل على كل منزلة، ويكبرونه على كل نحد، مناديهم في جوف السماء له دوى كدوي النحل. ومنها أن الله لا يهلكهم بجوع، ولا يجمعهم علي ضلالة، ولا يسلط عليهم عدوا من غيرهم، ولا يساخ ببقيتهم، وجعل لهم الطاعون شهادة. ومنها أن الله جعل لمن صلى على نبيه عشر حسنات، ومحا عنه عشر سيئات، ورد الله سبحانه عليه مثل صلاته على النبي صلى الله عليه وآله وسلم. ومنها أنه جعلهم أزواجا ثلاثة أمما، فمنهم ظالم لنفسه، ومنهم مقتصد، ومنهم سابق بالخيرات، والسابق بالخيرات يدخل الجنة بغير حساب، والمقتصد يحاسب. حسابا يسيرا، والظالم لنفسه مغفور له إنشاء الله. ومنها أن الله عز وجل جعل توبتهم الندم والاستغفار والترك للإصرار، وكانت بنو إسرائيل توبتهم قتل النفس. ومنها قول الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم: أمتك هذه مرحومة، عذابها في الدنيا الزلزلة والفقر. ومنها أن الله عز وجل يكتب للمريض الكبير من الحسنات على حسب ما كان يعمل في شبابه وصحته من أعمال الخير، يقول الله سبحانه للملائكة: استكتبوا لعبدي مثل حسناته قبل ذلك ما دام في وثاقي. ومنها أن الله عز وجل ألزم أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم كلمة التقوى، وجعل بدء الشفاعة لهم في الآخرة. ومنها أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم رأى في السماء ليلة عرج به إليها ملائكة قياما وركوعا منذ خلقوا، فقال: يا جبرئيل هذه هي العبادة، فقال جبرئيل: صدقت يا محمد، فاسأل ربك أن يعطي أمتك القنوت والركوع والسجود في صلاتهم، فأعطاهم الله تعالى ذلك، فأمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم يقتدون بالملائكة الذين في السماء، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: إن اليهود يحسدونكم على صلاتكم وركوعكم وسجودكم)).[29]



    ولا يسعنا هنا حصر كل ما ورد في بيان فضائل أمة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، ففيما أوردناه كفاية



    فإذا علمت هذا فيقيناً أن الرعيل الأول من هذه الأمة الذين بعث فيهم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أفضل هذه الأمة وأعظمها، وقد بيَّن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم هذا، حيث قال: ((إن الله أخرجني في خير قرن من أمتي)).[30]



    وعن الكاظم، عن آبائه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((القرون أربعة، أنا في أفضلها قرناً)).[31]



    وهذا أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام يقول لنبينا صلى الله عليه وآله وسلم ليلة الإسراء: ((مرحباً بالنبي الصالح، والابن الصالح، والمبعوث الصالح، في الزمان الصالح)).[32]



    وعن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((أصحابي الذين سلكوا منهاجي أفضل أصحاب النبيين والمرسلين، وابنتي فاطمة سيدة نساء العالمين، والطاهرات من أزواجي أمهات المؤمنين. وأمتي خير أمة أخرجت للناس، وأنا أكثر النبيين تبعا يوم القيامة)).[33]



    وغيرها من روايات تظهر فضل أناس ذلك الزمان الصالح، والقرن المفضل، وهم جيل الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين



    وقد ذكر القوم عن العسكري رحمه الله أنه قال: (( أن آدم عليه السلام سأل الله عز وجل أن يعرفه بفضل صحابة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم، فقال عز وجل: إن رجلاً من خيار أصحاب محمد لو وزن به جميع أصحاب المرسلين لرجح عليهم، يا آدم: لو أحب رجل من الكفار أو جميعهم رجلاً من آل محمد وأصحابه الخيرين لكافأه الله عن ذلك بأن يختم لـه بالتوبة والإيمان ثم يدخله الله الجنة، إن الله ليفيض على كل واحد من محبي محمد وآل محمد وأصحابه من الرحمة ما لو قسمت على عدد كعدد كل ما خلق الله من أول الدهر إلى آخره وكانوا كفاراً لكفاهم ولأداهم إلى عاقبة محمودة الإيمان بالله حتى يستحقوا به الجنة، ولو أن رجلاً ممن يبغض آل محمد وأصحابه الخيرين أو واحداً منهم لعذبه الله عذاباً لو قسم على مثل عدد ما خلق الله لأهلكهم الله أجمعين)).[34]



    وروى القوم عن الرضا رحمه الله، أن موسى عليه السلام سأل ربه: ((هل في أصحاب الأنبياء أكرم عندك من صحابتي؟ فقال عز وجل: يا موسى، أما علمت أن فضل صحابة محمد على جميع صحابة الأنبياء المرسلين كفضل آل محمد على جميع آل النبيين، وفضل محمد على جميع المرسلين)).[35]



    والأفضلية هذه من مستلزماتها الوسطية، أكدَّها الله عز وجل في آيات عدة، كقوله: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ [البقرة:143]



    ولا يخفى أن أول من خوطب بهذه الآية هم الصحابة رضوان الله عليهم، تماماً كما كانوا أول من خاطب الله عز وجل في قوله: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ [آل عمران:110]



    عن الصادق رحمه الله قال: ((يعني الأمة التي وجبت لها دعوة إبراهيم عليه السلام، فهم الأمة التي بعث الله فيها ومنها وإليها، وهم الأمة الوسطى، وهم خير أمة أخرجت للناس)).[36]



    ويقول الطبرسي في تفسير الآية: ((معناه أنتم خير أمة، وإنما قال: كنتم لتقدم البشارة لهم في الكتب الماضية)).[37]



    وقيل إن المراد: كنتم خير أمة عند الله في اللوح المحفوظ أو مبشر بها في الكتب الماضية. [38] وقد ذكرنا بعضاً من ذلك



    ويقول الطباطبائي في ميزانه: الآية تمدح حال المؤمنين في أول ظهور الإسلام من السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار[39]



    وقال صلى الله عليه وآله وسلم: ((طوبى لمن رآني، وطوبى لمن رأى من رآني، وطوبى لمن رأى من رأى من رآني. وفي رواية: إلى السابع ثم سكت)).[40]
    • :: العضويه الذهبيه ::

    توفيق القاضي

    • المستوى: 7
    تاريخ الإنضمام:
    ديسمبر 5, 2007
    عدد المشاركات:
    6,536
    عدد المعجبين:
    65
    الوظيفة:
    موضف بــ الجوالات
    مكان الإقامة:
    k_s_a
    خالد يعطيك العافيه وولك مني اجمل تحيه

    كل الود والاحترام
    • :: إدارة المجلس ::

    ابو الأحمدين

    • المستوى: 8
    تاريخ الإنضمام:
    نوفمبر 16, 2007
    عدد المشاركات:
    10,783
    عدد المعجبين:
    329
    الوظيفة:
    فني تكييف
    مكان الإقامة:
    الجنوب العربي
    اللهم صلي على سيدنا محمد وعلى ال سيدنا محمد
    الله يجزيك الف خير ويجعلة بميزان حسناتك
    مواظعك اكثر من ممتازة اخوي خالد وفيها الفائده للقارىء
    سلمت ودمت بخير
    وجمعه مباركة انشاء الله

انشر هذه الصفحة